محمد الدسوقى رشدى

التضحية الإخوانية بالشاطر

الإثنين، 02 أبريل 2012 07:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق الإخوان أن يدفعوا بخيرت الشاطر إلى سباق الانتخابات الرئاسية، ومن حق أى طرف آخر أن يضع كل المطبات الممكنة لعرقلة الإخوان والشاطر عن الوصول إلى خط نهاية سباق الرئاسة ويمهد الطريق أمام مرشحه المفضل أيا كان نوعه أو توجهه.. هذا هو الملخص السياسى للحدوتة.. اعترف به، وبعدها سيصبح أى كلام آخر مقبول.

الأغرب من مواقف الإخوان التى تتغير وفقا لمتطلبات الجماعة وطموحها لا متطلبات الوطن وطموحه، هو مواقف القوى السياسية المدنية التى تعاملت مع قرار الإخوان بترشيح خيرت الشاطر، كما تتعامل الزوجة المخدوعة حينما تكتشف أن زوجها تزوج من المرأة التى حاول لسنوات أن يقنعها بأنها مجرد صديقة، الغريب فى مواقف القوى السياسية المدنية أنها لجأت كعادتها إلى سلاح «الولولة» والبكاء، وكان المشهد ينقصه أن يرتمى بعض شباب الثورة وقيادات الأحزاب والمثقفين فى أحضان المرشد العام صارخين باكين: «كده برضه يا مرشد يا خاين.. تعشمنا بعدم الترشيح وبعدين ترجع فى كلامك».

ربما يكون من حقك أن تتوقف أخلاقيا أمام مواقف الإخوان الأخيرة، وتتكلم حول التراجع عن وعد مشاركة لا مغالبة، وغيرها من الوعود الإخوانية التى أخذها غراب السلطة وطار، ولكن واجب عليك أن تقف أمام المواقف «الطرية» للقوى السياسية المدنية التى جاءت وكأنها تؤكد استسلامها للعيش على ما تمنحه الجماعة لها من فتات السلطة، كما كان يحدث فى زمن مبارك بالضبط.

كان أولى بالقوى السياسية المدنية سواء كانت ليبرالية أو يسارية أو ثورية أن تستغل الشهور الماضية فى تأسيس كيان سياسى واحد قوى قادر على المواجهة والتحدى، وكان الأولى بها أن تنجح فى التوحد خلف مرشح واحد، لا أن يطرح كل فصيل منها مرشحا يعلم تماما أنه لن يحصل سوى على أصوات نفسه مثل أبوالعز الحريرى وخالد على وهشام البسطويسى.

اختيار الإخوان للشاطر الذى صنع الزمن حوله «هالة» كبرى من الكاريزما على اعتبار أنه من أكثر الناس الذين دفعوا من عمرهم ومالهم خلال عهد مبارك، به نوع من الحسابات التى تبدو غير دقيقة إذا اعتبرنا أن مهندس التفكير والتخطيط داخل الجماعة، واحد من هؤلاء الذين يجيدون اللعب خلف الصفوف مثله مثل أبوتريكة لا يؤدى بنفس القوى إذا وضعوه فى الملعب كرأس حربة.

الشاطر بما قضاه فى السجون وقتما كان الوعى السياسى المصرى فى حالة إعادة صياغة وبزهده فى أجواء الإعلام يبدو غريبا على القوى السياسية الأخرى فهو على عكس أبو الفتوح، لم يجلس مع نجيب محفوظ أو يجتمع مع كفاية أو يتحاور مع 6 إبريل، وكل هذه الأسباب تجعل من خيرت الشاطر مرشحا لا تدنو منه فرص الفوز، وفى حاجة لأن يبدأ من أول السلم ويعيد تعريف المصريين به.

خطوة الإخوان لترشيح الشاطر يبدو لى أن هدفها الرئيسى هو إبعاد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أكثر من كونه بحثا عن كرسى الرئيس، وفى نفس الوقت تبدو خطوة لإلقاء كل رهانات الإخوان فى سلة واحدة وهى مقامرة خطيرة لجماعة تعلم يقينا أن الوضع فى مصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا به من الارتباك ما يجعل تصدى تيار سياسى بمفرده للمسؤولية نوع من الجنون تم تحت تأثير الهوس بالسلطة التى دنت وتدلت أمام مكتب الإرشاد فى ظل وجود تيارات سياسية ضعيفة وتعيش أجواء خريفية طويلة المدى تتساقط خلالها أوراقها السياسية دون أن تنمو لها أغصان جديدة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة