أكرم القصاص

الشاطر.. عقرب وضفدع ومندهشون

الإثنين، 02 أبريل 2012 07:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترشيح خيرت الشاطر مفاجأة.. المحللون الاستراتيجيون مندهشون، التيارات السياسية مذهولة، وتشعر بالخديعة وتبكى من الإخوان. بينما الجماعة تسير فى طريقها، ولا ترى فى الأمر جديداً، لقد وعدت الجماعة وعوداً كثيرة، لكنها تراجعت عن الوعود «أليست هذه هى السياسة؟»، ومع هذا تظل حالة المفاجأة هى التى تحكم تفكير الجماعات السياسية فى مصر، طبيعية السياسة تقوم على المناورة والتخطيط.

أين هو التصرف الذى لم يشكل صدمة؟، ربما يحتاج الاستراتيجيون والمحللون والسياسيون للنظر بشكل عكسى، القوى السياسية تفترض أن الإخوان يخسرون عندما يطمعون فى الانفراد بالسلطة، والجماعة تواصل الانفراد وتعلن ذلك منذ اللحظات ومنذ ماقبل سقوط مبارك أنها تسعى للسلطة، هنا، لا تكون مشكلة الجماعة، بل مشكلة الآخرين، ومن يتعاملون مع السياسة على أنها تقوم على الصدق والوعود الواضحة، بينما هى مناورات وكر وفر وخداع.

هى قصة الضفدع والعقرب، قال العقرب: ألا تحملنى على ظهرك لتعبر بى النهر فأنا لا أجيد العوم، رد الضفدع: كيف أحملك ومن طبعك اللسع؟ قال العقرب: إذا قرصتك غرقت معك، اقتنع الضفدع وحمل العقرب على ظهره، وفى وسط النهر شعر الضفدع بلسعة فى ظهره، وبينما يغرقان نظر الضفدع للعقرب معاتباً فقال العقرب: أعذرنى.. الطبع غلاب.

قالت الجماعة إنها لا تريد مغالبة وإنما مشاركة، قالت هذا وكانت تتحرك لاقتناص النقابات، قالوا إنهم لن ينافسوا على أغلبية البرلمان ولكن على 30% فقط، لكنهم نافسوا على كل المقاعد، وقالوا إنهم لن يسيطرا على تأسيسية الدستور وسيطروا، والخطوة المتوقعة أن ينافسوا على الرئاسة، المقدمات تقود إلى النتائج وإذا اندهش البعض مما يدهش تكون المشكلة عندهم وليست عند غيرهم.

كان الحزب الوطنى يتفسخ والإخوان يحلون مكانه، وكل هذا يجرى علنا، ولم يكن العيب فيمن قالوا إنهم لا يريدون مغالبة، بل العيب فيمن صدقوا عكس ما تراه أعينهم.

السياسة ليست خصومات دائمة ولا وعودا دائمة، بل مصالح دائمة، ليس فيها صدق، لأنها تحتمل التفسيرات والتبريرات، وتدور فى كل ماهو نسبى، هى السعى للسلطة، ومن الطبيعى أن يسعى حامل الأفكار للسلطة حتى يحقق أفكاره.

الإخوان لعبوا سياسة منذ كان مبارك فى الحكم تفاوضوا مع نائبه عمر سليمان وتعاملوا مع احتمال أن يبقى مبارك، واحتمال أن يرحل، وجهزوا لكل احتمال، بينما المحللون والتيارات السياسية تفرغوا للمعارك الفرعية والمنافسات الجانبية، لم يتخذوا أى خطوة نحو السياسة.

ينتقدون الجماعة على الانفراد والفردية، ولا يتجاوزوها إلى الفعل، الإخوان يرون مصلحتهم فى السيطرة على البرلمان واللجنة التأسيسية، والرئاسة والمحليات.. يقولون: «هذا ما فعله الإخوان فأرونا ماذا فعل غيرهم»، هذه رؤيتهم، وعلى من ينافسونهم ألا يكتفوا بالانتقاد، لكن بالسعى لتغيير المعادلةن مع العلم بأن الطبع دائماً فى السياسة غلاب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة