حضرت، الجمعة الماضى، مؤتمر الربيع العربى الذى أقيم فى مدينة برشلونة الإسبانية تحت رعاية كل من الكتلة الليبرالية الأوروبية «ALDE» وحكومة إقليم كتالونيا، حضر المؤتمر لفيف من رموز العمل السياسى العربى، على رأسهم السياسى الرائع محمود جبريل، رئيس وزراء ليبيا الأسبق، الذى تولى رئاسة أول حكومة تشكلت إبان نضال الثوار فى ليبيا ضد نظام القذافى القمعى، وكان أيضاً معنا أحمد الحريرى، وهو نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريرى، وفى الوقت ذاته هو يشغل منصب الأمين العام لتيار المستقبل، وغيرهم من المسؤولين العرب والأوروبيين كذلك، محور المؤتمر كان عن كل من الربيع العربى ومستقبله، أما الشق الآخر فهو المتعلق بالعلاقات الأورومتوسطية، وللتذكير فقط فإنه توجد اتفاقية موقعة سميت بعملية برشلونة عام 1995 لتفعيل العلاقات بين دول شمال المتوسط وجنوبه، وهو الأمر الذى حاول الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى استخدامه لمصالحه السياسية تحت مسمى الاتحاد من أجل المتوسط بشكل عام، لاحظ اهتماما أوروبيا غير عادى بما يحدث فى العالم العربى وبشكل أخص ما يحدث فى مصر على اعتبار أنها الدولة العربية القاطرة التى تجر وراءها عشرات الدول، وقد حرص العديد من الساسة الأوروبيين المشاركين فى المؤتمر على الاعتراف بخطئهم فى دعم الأنظمة الاستبدادية مقابل المصلحة أو لأن المقابل أو التالى هم جماعة الإخوان، وهو الأمر الذى لو صح شق منه فلا يعنى صحة موقفهم، وأيضاً تحدثت وتحدث غيرى عن أن ما تحتاجه البلدان العربية من دول أوروبا وشمال المتوسط ليس الدعم المالى، بل المطلوب هو ضخ الاستثمارات الأوروبية والغربية، هذا هو ما نحتاجه، ولكن البعض هناك تحدث عن ضرورة عودة الأمن والاستقرار لكى تتدفق الاستثمارات على مصر، وهو الأمر الذى لم يكن لى مجال إلى نقده، من أهم الأمور التى تم طرحها هو مستقبل العلاقات الأورومتوسطية فى ظل تصاعد القوى الإسلامية على بساط العالم العربى، وهنا تحدث العديد من الساسة عن أنه يجب إعطاء الفرصة للإسلاميين للتطور، وذلك بالتفاعل مع الممارسة السياسية إن كان بعضهم له نظرة أكثر تحفظا على الإسلاميين ويضع البيض كله فى نفس السلة. و لعل من أهم النقاط التى فضلت إثارتها فى المؤتمر ضرورة أن يؤمن الأوروبيون بأننا واحد وليسوا أفضل منا جوهريا، وعليهم أن يتخلوا عن النزعات الاستعلائية التى كانت منهجا رئيسيا للتعامل مع أبناء جنوب المتوسط على مدار عقود، أضف إلى ذلك انتهاج مجموعة من السياسات الظالمة للعالم العربى تحديدا فى قضية الصراع الفلسطينى الإسرائيلى التى أعطت فرصة للمتطرفين فى العالم العربى والإسلامى للظهور أكثر، كل هذا لم يجعلنى أغض الطرف عن أخطاء العرب العديدة التى ساهمت فى خلق حالة من الخوف والريبة المتبادلة بين الغرب والعالم العربى، باختصار خرجت من هذا المؤتمر بنتيجة مفادها أنه يمكن بناء شراكة متوسطية حقيقية تحقق المنافع لجميع الأطراف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة