هل أنت مسلم؟ هذا سؤال يجب أن يطرحه الإنسان على نفسه بصدق، وهو يتفحص صفات المؤمن المسلم جيداً. إن المسلم يحمل فى قلبه وعلى كتفيه الرسالة الخاتمة التى أوحى بها الله جل جلاله للمصطفى النبى الخاتم، ليكون «البشير النذير».. البشير بالسعادة فى الآخرة إذا أحسن العبد العمل، والنذير للبشر بأن هناك عقابا وعذابا لمن كفر بالله الواحد القهار، وبالهدى الذى بعثه الله لنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده»، ما أعظم هذا التعريف للمسلم. إذن المسلم هو مصدر سلامة للناس، وجزء من السلامة والنفع «خيركم أنفعكم للناس»، جاء رجل إلى الرسول العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما مات أخوه ومات صاحبه، وسأل عن أيهما يدفن أولا؟ فقال الهادى البشير «أنفعهم لك». إن خدمة الآخرين من التعاليم الأساسية والإلزامية للمسلم. عندما قال العزيز الحكيم رب العالمين «ولكم فى رسول الله أسوة حسنة»، كان يقدم النموذج الكامل الذى يرضى عنه سبحانه، لنراه بعقولنا وبقلوبنا. لقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين. إنه لم يكذب قط، وكان أميناً فى كل تعاملاته قبل البعثة وبعدها. وعندما سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أيكون المسلم المؤمن كذاباً أجاب بالنفى..
لم؟ «لأن الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى الكفر، والكفر يهدى إلى النار». المسلم كله خير. ظاهره خير، وباطنه خير. كان مجتمع المدينة يقوم على الطهر فى القلب واللسان، ويقوم أيضاً على المحبة والتعاون فى كل صورة. ويعرف جيداً المسلم أن المجتمع كله هو أسرة كبيرة «المسلم أخو المسلم» عليه واجبات الأخوة، ومسؤولياتها، فلا عدوان ولا خديعة ولا تآمر ولا سرقة. «كان جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالجار موجود فى المنزل وفى الحى وفى المدينة وفى العمل، وحتى فى المواصلات. وهناك الجيرة الروحية والمعنوية، هذا بالإضافة إلى الجيرة المادية الملموسة. فكل المجتمع أهل للمسلم. ولذلك قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى». لقد كان المجتمع المسلم أهل رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان يحب كل فرد منهم ويعطيه حقه ويدافع عنه. صفات الكمال كلها فى المسلم الصادق.. فهل أنت ذلك المسلم؟.