تابعنا جميعا مليونية يوم الجمعة الماضية والتى لم تكن مقتصرة فقط على ميدان التحرير، بل امتدت إلى ميادين وربوع مصر، وبناءً على ذلك يمكننى أن أقول بشكل واضح: إن الميدان قد عام بما له من دلالات رمزية كبيرة، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل عاد التوافق بين القوى السياسية وبين مريديها؟ فى تصورى لا، لم يعد التوافق بين القوى السياسية ولذلك شواهد عدة هى: تعدد المنصات فى ميدان التحرير، ضف إلى ذلك الشعارات والمطالب المختلفة والتى تم رفعها خلال ذلك اليوم، وذلك على الرغم من وجود مطالب رئيسية مشتركة. وبالعودة إلى المليونية نلاحظ تعدد الجهات المشاركة وتعدد أهدافها، فالأحزاب المدنية وقوى الثورة شاركت بقوة فى ذلك اليوم للمطالبة بتسليم السلطة، وأيضا لرفض وصاية الإخوان على وضع الدستور، أما الإخوان فقد عادوا لأول مرة ومنذ شهور للمشاركة مع القوى الأخرى الثورية والمدنية فى تلك المظاهرة، ولكن هل شاركت الجماعة من أجل الثورة وأهدافها؟ هنا أتشكك فى ذلك، فمن الصعب على الكثيرين وأنا منهم أن يصدقوا أن الإخوان فجأة بين عشية وضحاها اكتشفوا أن الثورة تسير فى مسار غير طبيعى، بل وإن الثورة هناك من يريد الانقضاض عليها، فالجماعة وحزبها وقفوا دائما مدافعين عن تلك القوى الرجعية غير عابئين بالقوى الثورية، ولكن دعونا نقول إن الجماعة إذا أرادت التوافق فعليها أولا: أن تعتذر عن كل التجاوزات بحق الثورة والثوار، ثانيا: أن تعترف بأن ثمة توافقات واتفاقات جرت بينها وبين المجلس العسكرى فى رسم مرحلة التحول الديمقراطى، أو تعترف بأنها تم تضليلها من قبل المجلس العسكرى، ثالثا: أن تدعم وصول رئيس مدنى إلى سدة الرئاسة لتحقيق قدر من التوازن فى الحياة السياسية المصرية، وهو ما يساهم فى تحول ديمقراطى آمن. قبل أن أختم لا يجب أن ننسى «حازمون» الذين شاركوا بقوة أيضا يوم الجمعة، والأمانة تقتضى أن نقول إن الشيخ حازم وأنصاره لم يتغيبوا عن مليونيات القوى الثورية أبدا، أقول هذا وأنا شديد الاختلاف الفكرى مع حازم أبوإسماعيل وأؤمن بأنه أخطأ فى الأزمة الأخيرة، فأنصار الشيخ حازم شاركوا بالدرجة الأولى من أجل نصرة الشيخ والتنديد باللجنة الرئاسية والمادة ٢٨ وبأوباما. باختصار تعددت الأهداف وتعددت الجماعات وعاد الميدان ولكن حتى الآن لم تعد روح الميدان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة