خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": حمدين وعمرو وأبوالفتوح

الثلاثاء، 24 أبريل 2012 07:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يحتاج المشهد الانتخابى إلى عبقرية كبيرة لإدراك مسار السباق، فالراجح الآن فى أوساط كل النُخب السياسية والثقافية أن بقاء حمدين صباحى، وعبدالمنعم أبوالفتوح متنافسين دون تنسيق حقيقى بينهما قبل موعد الاقتراع قد يؤدى حتماً إلى رفع أسهم عمرو موسى على كلا المرشحين المنتميين إلى ميدان التحرير، أما تحالفهما سوياً فى باقة رئاسية واحدة، فقد يقود إلى صعود أسهم مرشح تتوافق عليه القوى الثورية، ليستقر مقعد الرئاسة فى النهاية لاسم كان ينتمى إلى كتيبة معارضة نظام مبارك فى الماضى، ووجه من الوجوه النضالية التى كانت محل غضب السلطة خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

موسى من جانبه يبدو مدركاً واقع هذه المعادلة، ومن ثم بدأت تصريحاته تزداد سخونة فى محاولة لإضعاف منافسيه فى السباق، وموسى يدرك أيضاً أن قانون العزل السياسى لا يشمله عن عمد، ويدرك أيضاً أن فرص محمد مرسى مرشح الحرية والعدالة لا تساوى بأى حال فرص خيرت الشاطر بالكاريزما الخاصة لهذا الاسم الكبير فى عالم الإخوان، وأن وجود مرسى منافساً قد يؤثر على تشتيت أصوات الإخوان وأنصارهم بين رئيس الحرية والعدالة، وبين عبدالمنعم أبوالفتوح، وموسى يدرك كذلك أن الحملة القانونية والبرلمانية الخاصة بمطاردة رموز النظام السابق، وحرمانهم من مباشرة الحقوق السياسية لا تستهدفه خصيصاً من الناحية الإجرائية، ولكنها ترغب فى اصطياد أحمد شفيق أولاً وأخيراً.

لا أعرف ما الذى يدور فى عقل حملة أبوالفتوح، أو فى عقل أبوالفتوح نفسه يمنعه من التنسيق، ولا أعرف أيضاً ما الذى يدور فى عقل حمدين بشأن هذا التنسيق، والرجلان يعرفان أن الشتات والفراق بينهما لن يحقق ما يطمح له أنصارهما فى الميدان وفى الأوساط الثورية، وأن انفصالهما على هذا النحو مع بقاء محمد مرسى ضمن معادلة الانتخابات، لن يخدم مرشحاً سوى عمرو موسى.

لا أقول هنا أننى أنحاز لأبوالفتوح أو لحمدين أو لعمرو موسى، فما فى قلبى لن يظهر إلا أمام صندوق الانتخابات، ولكننى أقدم التحليل المسكوت عنه بين الجميع، وأعلن التحليل الذى يدور همسا فى الأوساط المنتسبة إلى الثورة، أو التى تتحدث باسمها وباسم كوادرها فى كل موقع، تلك الأوساط التى تفاضل الآن بين أبوالفتوح وحمدين.. والتى أظن من جانبى أنها تتجاهل قيمة الوقت فى المعادلة، وقيمة المرشحين المنافسين الذين لم يتأخروا فى إعلان هجوم استباقى، يضمن لهم منافسة قوية لشتات الخصوم.

إن كان هناك مرشح للميدان، أو مرشح توافقى للقوى الثورية، فإن كل دقيقة تمر على أنصار هذا الطرح، هى بالتأكيد لصالح المتسابقين الآخرين.

أخيراً أردد الدعاء الأثير لدى المصريين الآن:
«ربنا يولى من يصلح».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة