اللواء ممدوح شاهين مولع بشدة بالمعانى الحقيقية للكلمات، وهى ميزة مهمة لكل المتحدثين بلغة عربية صحيحة، وقد تبين للجميع ذلك فى تمسك اللواء ممدوح بالمعنى الدقيق للكلمة عندما استنكر كلمة «حاشدة» فى مداخلة مع قناة «أون تى فى»، حيث استنكر وصف مظاهرات يوم الجمعة 27 مايو، بأنها كانت «حاشدة»، واللواء ممدوح شاهين يشغل منصب مساعد وزير الدفاع للشؤون الدستورية والقانونية، وكذلك عضوية المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى تولى حكم مصر بعد رحيل الذليل المخلوع مع بداية ثورة 25 يناير المجيدة، كما أنه كان من ضمن أول مجموعة ظهرت على وسائل الإعلام المصرية بعد تنحى الذليل المخلوع بصحبة اللواء «العصار» واللواء «مختار الملا»، فى برنامج العاشرة مساء على قناة دريم الفضائية، فى فبراير 2011، فى أول لقاء إعلامى لأفراد عسكريين، وفى الحقيقة بدا الرجل مهذبا ويختار كلماته بعناية، وبالتأكيد كان اللواء «ممدوح شاهين» متمسكا بمنهجه فى صياغة كلماته بدقة فى مواجهة أعضاء مجلس الشعب المنتخب من الشعب المصرى عندما قال إن هناك فى مجلس الشعب من الأعضاء الذين «يتطاولون» على المجلس العسكرى، ومن يعرف اللغة العربية الصحيحة يعرف أن معنى أن «يتطاول الرجل» هو أن «يتمدد لينظر إلى ما هو بعيد عنه» وبذلك يكون السيد اللواء مساعد وزير الدفاع للشؤون الدستورية والقانونية قد وضع المجلس العسكرى الذى يمثله فى مكانة أعلى من المجلس المنتخب من الشعب المصرى الذى يحاول أن «يتمدد» لـ«يطاول» قامة المجلس العسكرى، بالرغم من أن جميع الدساتير والأعراف والقوانين فى كل دول العالم المتحضر تضع المجالس المنتخبة من شعوبها فى مكانة أعلى من كل الرؤوس مهما كان غطاء الرأس الذى ترتديه، وفى حديث سيدنا جبريل المعروف عندما سأل سيدنا النبىَّ صلى الله عليه وسلم عن الساعة، وقال: أخبرنى عن أماراتها، فقال صلى الله عليه وسلم: «أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاة يتطاولون فى البنيان»، وقال الأقدمون: إن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة «الفقراء والدهماء والرعاع من الشعب» تبسط لهم الدنيا حتى يتباهوا فى البنيان، والتطاول فى البنيان يكون بتكثير طبقات البيوت ورفعها إلى فوق، ويكون بتحسين البناء وتقويته وتزويقه، وبما أن بنيان مجلس الشعب لم «يتطاول» فما زال المبنى على حالته غير أن ساكنيه قد تغيروا بعض الشىء عن سابقيهم، وربما يكون هذا ما أراد السيد اللواء مساعد وزير الدفاع أن يلفت نظر الجميع إليه، فإذا كان التطاول فى البنيان من شروط الساعة، فإن ذلك بالتأكيد لا يقتضى ذما لطول البنيان، إن لم يترتب عليه طغيان أو بطر أو تفاخر أو إسراف أو إضاعة للحقوق ونحو ذلك، لكن «التطاول» الذى قصده «ممدوح شاهين» هو تجرؤ بعض ممثلى الشعب فى «مناقشاتهم» معه على رفع أعناقهم لتطاول عنق سيادته وتطاول قاماتهم قامة المجلس العسكرى، وهو على عكس السيد اللواء وزير الداخلية الذى لم ير فى «مناقشات» بعض ممثلى الشعب أى «تطاول» ربما لأنه يجيد إخفاء مشاعره تجاه أعضاء مجلس الشعب وهو الذى يقول إنه كان يضربهم ويهينهم عندما كانوا مسجونين فى سجون دولة الذليل المخلوع، وما لا يريد اللواء «ممدوح شاهين» أن يعرفه أنه إذا كان من شروط الساعة أن «يتطاول» الدهماء والرعاع وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة، فإن من شروط الثورة أن «تتطاول» أعناق الشعب الذى قام بثورته لتعلو فوق كل الرؤوس مهما كان غطاء الرأس الذى ترتديه، لكن فيما يبدو أن اللواء «ممدوح شاهين» لن يقتنع بقيام الثورة قبل أن تقوم الساعة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنه مصريه
يسقط يسقط حكم العسكر
عدد الردود 0
بواسطة:
ديدى نور
ساعتهم غير
عدد الردود 0
بواسطة:
الرافعي
الماساة تكمن في المنافقين