مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يا أخى الحبيب، الفرق هائل بين أن تكون مصر دولة حرة ذات سيادة، ترفع الرأس كريمة مستقلة بين الأمم، حقّا وصدقًا ويقينًا، وبين أن يحلو لنا نحن أبناءها «تمثيل» هذا الدور أحيانًا فى الحق وفى الباطل، بلا معلومات، وبلا أوراق سياسية، وبلا قدرة على التأثير فيما حولنا من البلدان فى هذا الإقليم، أو على صعيد العالم.
نحن نسمع كلامًا الآن من بعض السياسيين يكشف أننا «حافظين ومش فاهمين»، كلامًا يضرب كل منظومة علاقات مصر العربية والإقليمية بلا رؤية دبلوماسية، وبلا تصور واضح للبدائل، فريق من السلطة الآن لا يحب قطر، وفريق آخر يعادى السعودية، وفريق فى البرلمان يعادى السعودية والإمارات معًا، فى الوقت نفسه الذى نمد فيه أيدينا لهم جميعًا طلبًا للمعونة، وبعضنا يتصور أن «الكرامة المصرية» بعد الثورة معناها أن يركع الناس أمامنا ويعطونا المعونات «عن يد وهم صاغرون»، والسؤال: هل نحن جاهزون لهذا الاستعداء الكبير والشحن المفرط ضد العالم العربى، فى القضايا الصغيرة والكبيرة؟
الغريب أننا نستعلى باسم كرامة الثورة، أو ثورة الكرامة على العرب جميعًا، فى الوقت نفسه الذى نشتم فيه المعونة الأمريكية، ونشتم الأمريكيين حكومة وشعبًا، ثم نضرب خطوط الغاز، ونقطع الإمدادات عن إسرائيل، ثم نشتبك مع إيران، ونرفض العلاقات بكل صورها مع الشعب الإيرانى، ونسمع كلامًا تحريضيّا ضد الشيعة، والكلام عن الشيعة معناه أننا نضرب علاقاتنا مع ربع الشعب اللبنانى، ونصف الشعب العراقى وحكومته وبرلمانه، ثم نقف فى حياد ساذج بين شمال وجنوب السودان، ثم نخسر ليبيا وثورتها، ونهمل شبح التقسيم الذى يخيّم على حدودنا الغربية.
أضف إلى ذلك أننا نتعثر فى قرض صندوق النقد، ونضرب عمدًا المعونات الأوروبية، ونتهم أوروبا عمدًا وعلنًا بسرقة أموال مصر المنهوبة فى عصر مبارك، والمختفية فى مصارف سويسرا وإنجلترا.
إيه ده كله؟!
حتى الدول العظمى لا تستطيع خوض كل هذه المعارك، وتضرب كل تلك الحسابات مرة واحدة بهذه السذاجة السياسية، وبهذا الكبرياء المزعوم لبلد يحتاج لأن يلملم جراحه الداخلية!
أنا أسأل كل برلمانى تحت القبة، وكل سياسى فى الأحزاب الهائلة العدد الآن فى مصر، وكل مسؤول فى الحكومة، وكل قيادة فى أجهزة مصر السيادية:
«هو حضرتك حافظ ولاَّ فاهم؟!».
هل تقودون هذا الشعب للعزة والكرامة حقّا بالعمل والجهد والتأثير الإقليمى والعالمى، أم أنكم تضربون كرامة هذا البلد بإظهار مصر كدولة لا تحترم القانون، ولا تقدر المعاهدات، ولا تهتم بمشاعر إخوتها فى العالم العربى، وتستعلى بالحق والباطل على الجميع، وإظهار شعب مصر فى مشهد أخرق يحرق فيه كل الخيوط، وكل العلاقات، وكل المراكب، ويقف عاريًا من كل شىء حتى من تماسكه الداخلى؟!
من نحن؟ وماذا نريد؟
ممكن نتوقف عن الحفظ، ونذاكر شوية..
شكرًا..
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
fatma badr
انا عن نفسي خلاص بطلت احاول افهم اى حاجه
عدد الردود 0
بواسطة:
Dr.Abdel-MOneim, Osman
برافوا عليك
احسنت جدا ياأستاذ
عدد الردود 0
بواسطة:
Ali SAMI
فعلا حافظ مش فاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
كلمة واحدة
كلمة واحدة مني : رائع
مقال رائع ويطرق منطقة حساسة من مصر بعد الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلام
بس يا رب يسمعوا
شكرا يا خالد....بس يا رب يسمعوا
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندسة/ مروة امين
مقاله معبرة عن الواقع فعلا
عدد الردود 0
بواسطة:
fragileheart
ولك كل الاحترام
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر محمد كمال
لاولسة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
مقال رائع - ولكن مهما حاولت ستبقى الحقيقه المره- الجهل والتعصب والغرور الد اعداء الانسان
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي
كلمة عتاب