احتشد نواب سابقون للشعب والشورى من الحزب الوطنى المنحل أمام الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية، فى مؤتمره الانتخابى الذى عقده أمس الأول بمحافظة سوهاج.
سبق الحشد رسائل وصلت إلى أعضاء الوطنى المنحل تدعوهم لحضور المؤتمر، فلبى هؤلاء النداء، والقصد منه واضح ولا يحتاج إلى جهد فى معرفته، لكن هناك من يسعد بتلبية هذا النداء، وهناك من سيذهب به القلق إلى منتاه.
يجلس عمرو موسى على ضفة القلق من هذا الحشد، والمتابع له سيذهب بسهولة إلى هذا المعنى، وهناك من الشواهد الماضية ما يدلل على هذا، فحين أعلن منصور حسن ترشيحه للرئاسة، وحتى قبل إعلان انسحابه، لم يكن موسى فى أسعد حالاته، ومن شاهده فى حواراته التليفزيونية وقتئذ كان من السهل عليه التقاط هذا الأمر، كما أنه كان على نفس الحال حين أعلن أحمد شفيق ترشيحه، أما فى الأيام القليلة التى أعلن فيها عمر سليمان نية الترشيح فقد بلغ موسى قمة القلق بعد أن ذهبت تقديرات البعض إلى أن سليمان هو الأقوى على خريطة المرشحين.
فى وعى رجل الشارع العادى أن الطبق الذى يأكل منه شفيق هو نفسه الذى يأكل منه موسى، بمعنى أن القوى المحركة لآلة التصويت للاثنين واحدة، وتأتى من فلول الحزب الوطنى المنحل، ولما طبق العزل السياسى ليومين فقط على شفيق، كان موسى هو الأسعد، لأنه الرجل الذى سيأكل طبق «الفلول»، وفى حسبته الانتخابية، فإن الفلول مع أطياف شعبية أخرى، سترفع من أسهمه، وبالتالى فإن اجتيازه للمرحلة الأولى سيكون سهلا، لكن الخريطة تغيرت بعد أن عاد شفيق، والشاهد على ذلك هذا الحشد من النواب السابقين لـ«المنحل» الذين حضروا مؤتمره فى سوهاج، على أمل استعادة عرشهم المسلوب.
قد يسعد شفيق بهذا التواجد الذى سيعطيه شعورا بأنه منافس قوى، وقد يلعب موسى بمناورات تحتية، لفك هذا الحلف الذى يتشكل لصالح شفيق، وفى الحالتين فإن هذا الانقسام «المفيد» ستذهب مصلحته إلى المنافسين الأقوياء كحمدين صباحى أو عبدالمنعم أبوالفتوح، والأهم أن الفلول لن يكون بمقدورهم حسم نجاح موسى أو شفيق.