أصبحت قضية الأمن والاستقرار هى المتصدرة فوق السطح وقد تغلبت على كل الأزمات لتكون محور حياتنا.. بل أصبحت هى المحرك الأساسى لكل ما نحياه ليل نهار.. فمنذ بداية ثورة 25 يناير والشرطة تعيش حالة من التشتت فى أعقاب الحركات الاحتجاجية الشعبية، كان من أهم نتائجها غياب الأمن وانتشار الجريمة بصورة مخيفة بعد هروب مئات من المجرمين المسجلين من السجون.. والحقيقة أنه برغم جهود كثيرين من الوزراء فإن أداء اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الحالى كان خارقا، حيث حسم القضايا وأحسسنا بالفعل أنها بداية الاستقرار الحقيقى فوق أرض مصر.. والرجل يتميز بالإنسانية والقوة والالتزام بتنفيذ خطة رسمها للقضاء على بؤر الإجرام وعلى نهجه يسير اللواء أحمد سالم الناغى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة.. فأنا شخصيا أحد سكان منطقة الجيزة وأرى بعينى هذا التحول الواضح الملموس فى الشارع وكيف انقلب الوضع من قمة الفوضى إلى أمان يكاد يكون كاملا شاملا، لقد أحست الجيزة أن هناك مدير أمن قويا يحكمها، فكل بيت يحتاج إلى أمن، والشرطة هى صمام الأمان، ولهذا فأنا فخور بتواجد الشرطة من خلال رجل زرع الطمأنينة فى الشارع الجيزاوى، اللواء الناغى تاريخ طويل معروف عنه الجدية المطلقة وعدم المهادنة والانحياز، فهو لا يؤمن بالمسكنات أو الحلول الوسطى، لا يعترف بالمنطقة الرمادية.
ومن هنا وضع خريطة أحسبها فريدة من نوعها، فهى تعتمد على ثلاثة محاور، أولها بث روح الطمأنينة فى الشارع الجيزاوى والمعروف عنه أنه عاش شهورا طويلة مرتعا للفوضى والخارجين عن القانون وكل أشكال البلطجة، مما جعل المواطن يتأكد أن الإصلاح والخروج من هذا المأزق صعب جدا إن لم يكن مستحيلا، أما ثانى المحاور فهو تنفيذ خطة الانتشار الشرطى فورا وبدون أسلوب الانتشار الجزئى حتى تنجح المباغتة فى هدفها الحقيقى نحو إخلال أهداف البلطجية مهما كانت حيلهم، أما ثالث المحاور وهو عند اللواء أحمد سالم الناغى، والأقرب إلى نفسه، هو الشق الإنسانى فهو يرى أن العدل لا يتحقق إلا من خلال الإنسانية التى تتسع، ولابد أن تكون المظلة التى يحتمى تحتها المواطن البسيط.. يأمن من خلالها على غده وعلى مستقبل أبنائه وعلى الوطن الكبير.. ومن هذا المنطلق انتشرت الشرطة فى أنحاء الجيزة وتقاسموا الأدوار، ولكن أهم من هذا كله أن اللواء الناغى نجح بامتياز فى بث روح الأمل فى جهاز الشرطة بالجيزة، وزرع الثقة فى رجل الشرطة مهما كانت رتبته بسيطة أو مرتفعة، لأننا لابد أن نعترف أن الشرطة قد نالها الإحباط شهورا طويلة، وكانت فى حاجة إلى قيادة ترفع من روحها المعنوية، وبالفعل أشعر اليوم بالأمان كأحد مواطنى الجيزة، أشعر أن الشرطة عادت، وأن الشرطة أصبحت جزءا من كياننا ومن روحنا، ليست غريبة عنا، وعاد الشعار الحميمى الذى انتظرناه سنوات «الشرطة فى خدمة الشعب»، هذا السهل الممتنع، الذى يلخص شخصية الشعب المصرى البسيط العميق معا.. يرفعه اللواء أحمد سالم الناغى، وعلى رأس الجهاز يرفعه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذى يعمل من خلال قبول شعبى وحب كاسح وإجماع على نجاح مفهومه وخطته، هو يعمل بحكمة ووعى ورصيد من الشرف والنزاهة يعرفه الجميع، وبرغم ما تعرض له من ظلم وتعنت وبث مزاعم لم يفعلها الرجل وليس له ذنب فيها، فقد اتهمه البعض بأنه مسؤول عما حدث فى مذبحة بورسعيد، وأثبتت التحقيقات أنه بعيد كل البعد عن هذا الحادث المدبر من أعداء الوطن، والرجل بكل ثقة لم تهزه هذه المتاهات وصار فى طريقه شامخا يواصل عمله بثقة ووطنية ومصرية واضحة.