أرسل قارئ يسأل: لماذا يصاب كبار السن بالاكتئاب، هل لعدم انشغالهم بأى عمل بعد سن المعاش أم لعدم اهتمام ذويهم بهم أم لعدم شعورهم بأهميتهم فى الحياة بعد الجلوس فى المنزل والوصول إلى سن المعاش؟
يجيب الدكتور محمد الحديدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة قائلا: الاضطرابات الوجدانية تمر بمراحل متعددة وتزداد بصفة خاصة فى كبار السن ويرجع ذلك للأسباب التالية:
أولا: أسباب نفسية واجتماعية تتمثل فى ظروف المعيشة التى يعيشها كبار السن من الوحدة وعدم الاهتمام من الآخرين بهم، وخاصة بعد وفاة الزوج أو الزوجة وزواج الأولاد.
ثانيا: نقص الشعور بقيمة النفس بعد سن المعاش.
ثالثا: فقد الأصدقاء بالوفاة أو بتغيير الاهتمامات.
رابعا: الملل من طول وقت الفراغ وعدم الانشغال بأى عمل أو هوايات خصوصا إهمال هواياته والأنشطة التى تمنحه السعادة لانشغاله بالعمل فى الفترات السابقة، يضاف إلى ذلك أن الشخص المسن يشكو من العيد من الأمراض العضوية مثل أمراض القلب والسكر والضغط وهذه الأمراض تشعره بالضعف وبالاحتياج المتزايد للآخرين، كما أن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الأمراض قد تؤدى من نفسها إلى أعراض اكتئابية.
كما أن كبار السن يعانون من مشاكل مادية لانخفاض الدخل الشهرى وزيادة الاحتياج للصرف على الأمراض التى يعانى منها.
أما الأسباب العضوية تتمثل فى نقص فى الموصلات العصبية بالمخ مثل مادة السيروتونين، بالإضافة إلى أنه مع كبر السن يحدث ضمور فى المخ وخاصة الأجزاء المتعلقة بالمزاج، مما يعود بالسلب على الحالة المزاجية للمريض.
كما أنه مع كبر السن قد يصاب المريض بمجموعة من الجلطات صغيرة الحجم والتى تظهر بصورة إكلينيكية فى اضطرابات المزاج دون أن تؤثر على الجهاز الحركى.
أما بالنسبة للأعراض، فتظهر عليه الكآبة والضيق والميل إلى العزلة ورفض الكلام وقلة الشهية قد تصل إلى رفض الطعام وعدم التركيز والانتباه والشعور بالإجهاد الشديد مع أقل مجهود مع انخفاض فى الوزن وتنتابه أفكار تسلطية متعلقة بالموت والانتحار.
ويتمثل العلاج فى تقديم الدعم النفسى والاجتماعى لكبار السن مع استخدام بعض أدوية مضادات الاكتئاب، ولكن بجرعات صغيرة تصل إلى نصف جرعة الدواء المستخدمة لصغار السن.
