سامح جويدة

الليبراليون و«الزمارة»

الأحد، 08 أبريل 2012 10:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. ونحن ذهبنا من بدرى ندور على (أومو) لنغسل الوطن ودفعنا الثمن ثورة وأخذنا حقوقنا (رغاوى)، لذلك لا تتعجب حينما تصبح الفئوية هى الدافع الوحيد لتحركات الشعب الآن فقد تخلصنا من حكم آل مبارك لتتنازع علينا القبائل وكأننا غنائم حرب لا فرق هنا بين إخوان وسلفيين أو حتى ألتراس. فأنت مستباح يا سيدى تحت حكم أى جماعة أو تجمع يخدم مصالح المتجمعين خاصة لو لم تكن منهم. ومشكلة الليبراليين الغلابة من أمثالنا أنهم يبحثون فعلا عن الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية بدون مصالح شخصية أو فئوية فهم يريدونها مدنية للجميع يحكمها القانون والمنطق والمنفعة العامة بلا توجهات إخوانية أو سلفية أو عسكرية. فالسياسة لعبة خبيثة لا يصح فيها استخدام الأديان والمقدسات والأيام تكشف الآن من هم سحرة فرعون الحقيقيون الذين يخدعون الناس باسم الدين فيكذبون تارة ويغدرون تارة ويتصورونها شطارة.. وإذا قالوا لك إن الرسول (ص) قال الحرب خدعة.. فقل لهم إننا (مش الأعداء) بل للأسف شركاء معهم فى هذا الوطن ولأننا شركاء فإن القانون هو الذى يجمعنا وليس الشيخ أبوإسماعيل مع احترامى الكامل لشعبيته وشخصيته و(بوستراته).. فهل من الطبيعى أن تقام ثورة فى التحرير للشيخ ابوإسماعيل لأن القانون يمنع ترشيحه للرئاسة. هل هى عودة لتقديس الفرد وفرضه بتنظيم القاعدة كما كانوا يصرخون (الشعب يريد تنظيم القاعدة).. وإن كنت أرى فى هذا الشعار حكمة بليغة فنحن بالفعل نريد (تنظيم القاعدة) لأننا مش عارفين إحنا قاعدين مع مين بالضبط، فالواضح أن القاعدة خليجى والوجوه فقط هى المصرية لذلك يصرخ الليبراليون من أمثالنا ويولولون (مدنية.. مدنية) وهم يشاهدون كل شىء يلتحى بالإسلامية والإسلام برىء مما يدعون.. ولكن كيف سنجد المدنية المخطوفة ونحن جالسون فى بيوتنا نستمتع بالسماع عنها فى الفضائيات أو بالتأكيد عليها فى (الفيس بوك) فالليبراليون من أمثالنا اكتفوا بالمعارضة والمناكفة ولم يفكروا فى المنافسة فخرجنا من الثورة بلا حمص وخرجنا من الانتخابات بلا مرشح محتمل وسنخرج من مصر على (نقالة).. نحن حتى لم نجتمع على ليبرالى محترم لنقدمه للناس ونسانده عله يفوز وينقذ هذا الوطن اكتفينا بالتهليل والعويل والصراخ.. فماذا أخذ منا الوطن غير أن نكون أبواقا فى الفضائيات وكالمعاق فى الشارع السياسى.. الأمر أشبه بفتاة تحلم بأن يرحمها خطيبها من زحمة المواصلات فطلبها يوما على الهاتف قائلا (لما أجيلك هزمر تنزليلى علطول) فقالت له (ألف مبروك يا حبيبى انت جبت عربية) فقال لها (لا أنا جبت زمارة).. نحن الليبراليون أتينا للوطن بنفس (الزمارة).





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة