أربعة مرشحين ينتمون للتيار الإسلامى يتنافسون فى انتخابات الرئاسة، ومع الاحترام والتقدير لشخص كل منهم وتاريخه ومواقفه، فإن السؤال المطروح.. من فيهم المرشح الإسلامى؟ وماهى مواصفات أو متطلبات هذا المرشح؟ هل هو الأكثر تفقها فى الدين أم الأكثر تأثيرا فى مجال الوعظ والخطابة؟ أم أن المرشح الإسلامى هو الأقدر على خدمة المسلمين والنهوض بهم؟ وهل رعاية أحوال المسلمين وخدمتهم تتعارض مع خدمة المسيحيين؟ وهل من الجائز وصف مرشح بإسلامى دون بقية المرشحين للرئاسة ومعظمهم من المسلمين؟. ثم هل المرشح الإسلامى هو المنتسب لجماعة أو حزب ذى مرجعية إسلامية، بينما المرشح غير الإسلامى هو المنتمى لحزب أوحركة مدنية لا تتخذ من الإسلام مرجعية لها، هنا قد يقفز السؤال الإشكالى وما المقصود بالمرجعية الإسلامية؟ وماهى حدودها؟ وعلاقتها بالفكر السياسى المعاصر؟
لدينا أربعة مرشحين يدعى كل منهم الالتزام بالمرجعية الإسلامية، ومع ذلك يتنافسون فيما بينهم وتختلف مواقفهم الفكرية والسياسية، ما يعنى أن المرجعية الإسلامية مفهوم واسع وقابل للتفسير والتأويل والاختلاف، حتى إن أى مرشح للرئاسة من حقه القول بأن مرجعيته هى الإسلام طالما لم يدع إلى مايتعارض مع القرآن والسنة.
لكن تبقى مصداقية الادعاء مشروطة بفاعلية وجدية الشكل ولغة الخطاب وتاريخ كل مرشح ومواقفه، وبرنامجه، وقدرته على إنكار الذات، والتخلى عن طلب الرئاسة لصالح من هو أفضل منه، والمفارقة أن كل محاولات التيار الإسلامى للاتفاق على مرشح واحد تتعثر على صخرة الطموح الجامح للمرشحين الأربعة فى الوصول للسلطة، وهى بالمناسبة سلطة غير معروفة وغير محددة فى ظل عدم وجود دستور يحدد صلاحيات الرئيس. قد نستوعب أسباب ودواعى التنافس المدمر على مقعد الرئيس بين المرشحين الليبراليين، ومرشحى اليسار، فكلهم ينتمون لأيديولوجيات دنيوية!! لكن لماذا يتصارع المرشحون ذوو الخلفية الإسلامية؟ هل هى لعنة السياسة والمصالح؟ أم اختلاف البرامج والأولويات؟ المدهش أنه لاتوجد نقاط اختلاف كبيرة فى المواقف والأفكار السياسية للمرشحين الإسلاميين الأربعة، بل إنهم لم يعلنوا برامجهم لحكم مصر، واكتفوا بحديث عام عن أفكار إصلاحية عامة، لا أجد مايميزها من زاوية الالتزام بمرجعية الإسلام، وانفرد أبوالفتوح بإصدار برنامج شامل يفتقر إلى كثير من التفاصيل، ولا يختلف كثيرا عن أى برنامج ليبرالى.
لا أجد تفسيرا مقبولا لتعدد وصراع المرشحين الأربعة للتيار الإسلامى سوى المصالح الشخصية والتقدير الزائف لقدرات كل منهم، فضلا عن بريق السلطة. وهنا لابد من التوقف عند التحول البرجماتى فى موقف الإخوان وإعلانهم المفاجئ ترشيح الشاطر، على حساب بقية المرشحين الإسلاميين، وربما على حساب المجلس العسكرى الذى دهش من الترحيب الأمريكى بخوض الإخوان السباق الرئاسى. كذلك لابد من تأمل التكلفة الهائلة لحملة أبواسماعيل الدعائية التى تحدت قرارات لجنة الانتخابات، ثم تصريحات أبواسماعيل الكاذبة عن جنسية والدته.
أخلاقية ما يسمى المرشح الإسلامى مسألة بالغة الأهمية، ومن الضرورى إخضاعها للتحليل الموضوعى فى ضوء ما كشفت عنه وقائع انتخابات البرلمان والسباق الرئاسى، فهى تؤكد أننا إزاء صراع سياسى وحزبى يتوسل بالدين، ويوظفه للوصول للسلطة، ولايحترم أخلاقيات الإسلام فى قول الصدق، والالتزام الطوعى بقواعد المنافسة الانتخابية، وعدم المبالغة فى القول والبذخ فى الإنفاق على دعاية زائفة.لم يلتزم المرشحون الإسلاميون بأخلاقيات الإسلام فى ممارسة السياسة، فلم يقدموا نموذجا للزهد فى المنصب والسلطان، وتجنب الإعلام والمناورات السياسية والاحتكار السياسى، بل مارسوا هيمنة منهجية على السلطتين التشريعية والتنفيذية على طريقة الحزب الوطنى. وما أخشاه أن يمارس الرئيس ذو المرجعية الإسلامية الهيمنة نفسها على كل السلطات مدعوما بتفسيرات ضيقة للإسلام وسلطات الرئيس– ولىّ الأمر أو المرشد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علي حمدان الغول
يارب التيار الاسلامي يفهم كلامك يا استاذ
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى عوض
فيكم الخير .. كتر خيركم .. وجزاكم الله خيرت
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمود
كلام معقول .... ولكن
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى
من حقك
من حقك تقول رئيك
وانا كمان من حقى انفضلك
عدد الردود 0
بواسطة:
لb
الاعلام المفتري
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الشرقية ابو كبير سابق الاحداث
كلمتان لشباب مصر الغالى .. شباب المستقبل القادم و تذكروهم