خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": مرشحون بلا برامج وبلد بلا أفكار

الأحد، 08 أبريل 2012 07:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا فرق بين المشهد العام لانتخابات الرئاسة فى مصر، وزواج الصالونات فى أوساط العائلات المحافظة التى تستعجل زواج بناتها للستر والعفة. الجمهور الأكبر من الناس يريدون للبلد الستر السريع مع رئيس، أى رئيس.. لم يعد مهماً ما الذى يطرحه من برامج، وما الذى يقدمه من أفكار، وما هى حساباته فى المستقبل، أو كيف سيتغير شكل حياتنا على يديه، المهم هو الرجل، كأننا نرفع شعار «أبوالبنات»، حين يختصر المفاوضات مع «العريس المحتمل»، ويقول فى حكمة مصطنعة: «إحنا بنشترى راجل»، فالصراع الآن يبدو على هذا النحو العائلى، بين مجموعة من الرجال، وليس نخبة من البرامج والمشروعات. اختزلنا البلد، وثورة شبابه، ونهضته، ومستقبله فى «شروة الرجالة»!

كل رجل له جماعته وعزوته الذين يهتفون باسمه، أو يصرخون لنصرته، بصرف النظر عن قواعد السياسة، أو معايير منصب الرئيس، هذا فى عزوة السلفيين، وذاك فى عزوة الإخوان، وهؤلاء فى عزوة اليسار والناصريين، وأولئك فى عزوة بقايا المؤسسات الحكومية، وحزب الخوف من الفوضى.

رجال فى حمى رجال، لكن لا برامج فى رعاية فرق عمل محترفة، ولا أفكار تستحق أن يجتمع الناس من حولها، سواء فاز هذا المرشح «الشخص»، أم فاز غيره فى هذا السباق.

المرشحون يراهنون على أشخاصهم، وليس على مشروعاتهم السياسية والاقتصادية والتنموية، والمعنى هنا.. أننا لم نقطع خطوة واحدة متقدمة نحو التغيير، ولم نعرف بعد حكمة العمل من أجل بناء ديمقراطى حقيقى، هذا البناء المنشود الذى لا فرق فيه بين سلفى وإخوانى إلا بالعلم والتخطيط، ولا تمييز فيه بين المرشحين على أسس شخصية، وعائلية، وقبلية، بناء لا يتحول فيه «الحزب السياسى» إلى «قبيلة بدائية»، يعادى أبناؤها من يعاديهم، ويغزو فرسانها الأشاوس الشوارع والميادين، فى معارك تشبه غارات قبائل البدو، وحروب القبائل الصحراوية قبل الإسلام على طريقة «داحس والغبراء».

تذكر أنت.. أن الأشخاص زائلون، والأفكار خالدة، ولو أننا بنينا بلادنا مرة أخرى على نظرية «بنشترى راجل»، سيضيع البلد عندما يغيب هذا «الرجل».

ضاع البلد بعد محمد على، وضاع مشروعه، وضاع البلد بعد عبدالناصر، وضاع مشروعه.. انتخب المشروع، وانتخب البرنامج، ولا تنتخب العزوة فى حرب قبائل ما بعد الثورة.

مصر من وراء القصد













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة