سعيد الشحات

لا تصدقوا سليمان

الأحد، 08 أبريل 2012 07:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تصدق أن جماهير زاحفة هى التى أجبرت عمر سليمان نائب مبارك للترشح لرئاسة الجمهورية، ولا تصدق شعارات يرددها الرجل مثل «استكمال مسيرة الثورة» هى عنوان مشروعه الانتخابى، الذى سيعمل من أجله فى حالة فوزه، ولا تصدق كلاما مثل أنه صاحب خبرة، وأن لديه دراية بالملفات الساخنة التى تواجه مصر، ولا تصدق أن العالم الخارجى معجب به، وأنه بإشارة إصبع سيأتى بكل الخير لمصر، لا تصدق كل هذا، وصدق فقط أن الوافد الجديد على قائمة مرشحى الرئاسة، هو الرمز الأكبر لنظام مبارك، وأنه هيمن خلال سنوات حكم المخلوع على ملفات ساخنة، حاز فيها صفراً بامتياز.

عدول عمر سليمان عن رأيه بأنه لن يخوض سباق الرئاسة، يعنى أن الغرف المغلقة هى التى أشارت إليه بموقفه الجديد، والغرف المغلقة هى تحالف المجلس العسكرى، وأتباع النظام السابق الذين يتصورون أنهم باستطاعتهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولا تصدق أن القابعين من أقطاب النظام السابق فى السجون ليسوا بعيدين عن هذا السيناريو.

كيف يمكن تصديق ما يقوله سليمان، بأنه ترشح من أجل استكمال مسيرة الثورة، وهو كان ضدها على طول الخط، كيف نصدقه ودماء الشهداء لم تجف بعد، ورصاصات بنادق نظامه مازالت ترن فى الآذان ؟، كيف نصدقه بعد أن تكشفت كل ملفات الفساد التى كانت عنوانا كبيرا لمبارك، وأركان نظامه، وكان سليمان الركن الأكبر فيه.

سيتم تسويق سليمان بوصفه صاحب الخبرة، والرجل الذى على دراية بكل الملفات، وأنه صاحب العلاقات الدولية، وهذا حديث إفك، فدول العالم لن تمنح احترامها لمجرد أن رئيسنا لديه خبرة وصاحب علاقات، وإنما تمنحها لقوتنا الآتية من قوة إنتاجنا، وقوة اقتصادنا، تمنحها حين تجد أن خيارنا الديمقراطى سليم وقائم على احترام حقوق الإنسان، تمنحها حين تجد أننا بلد فيه عدالة توزيع لثروته، تمنحها حين تجد أن الفساد ليس منهج حياة، تمنحها حين تجد أن الثروة ليست فى يد أقلية، تمنحها حين تجد أن النظام السياسى يعبر عن غالبية شعبه الكاسحة وهم من الفقراء، وكل ذلك لم يكن موجودا مع نظام مبارك، وعمر سليمان قطبه الكبير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة