خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": ماذا فعل بنا عمر سليمان؟

الإثنين، 09 أبريل 2012 07:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما تعرف أننى كنت حتى اللحظات الأخيرة من أحداث الثورة فى الميدان، أنحاز إلى فكرة التفويض لعمر سليمان، وكتبت ذلك بوضوح آنذاك، رغم الحماسة منقطعة النظير التى أبداها قطاع كبير من الثوار لتفويض المجلس العسكرى، بدلا من رئيس المخابرات العامة الذى أصبح نائبا لرئيس الجمهورية، وقتها اعتبرت أن سنوات الخدمة المدنية لعمر سليمان، قد تساعده على تفهم احتياجات المرحلة الانتقالية، وأن مناوراته فى عالم السياسة، قد تساعده على تحقيق تغيير ديمقراطى مناسب فى الوقت نفسه الذى نحافظ فيه على مؤسسات الدولة من الانهيار الشامل على النحو الذى جرى لاحقا.

هذا الموقف تبدل جملة وتفصيلا بفعل ثلاثة مواقف:

الموقف الأول: بعد لقاء عقده سليمان مع مجموعة من رؤساء التحرير، كنت واحدا منهم، استمر لساعتين تقريبا تحدث خلالهما نائب الرئيس السابق أكثر من نصف الوقت، وترك لرؤساء التحرير ما تيسر من التعليقات السريعة غير المجدية.. فى حين كنت أظن أن الرجل يريد أن يسمع أكثر من رغبته فى الكلام، لكن العكس تماما هو ما جرى، جلسنا نستمع ونستمع، ولم ينصت الرجل إلا قليلا، فى وقت كان الأولى به أن يجمع أفكارا.. لا أن يصدر تصريحات وتحذيرات وتهديدات بالانقلاب العسكرى.

الموقف الثانى: عند التردد المريب للرجل، والتراجعات الساذجة بين الترشح والانسحاب. فهو نفسه كان قد قطع يقينا بعدم رغبته فى خوض السباق خلال حواره مع الإعلامية الأمريكية كريستيان أمانبور، وجزم بأنه تقدم فى العمر إلى الحد الذى يحول بينه وبين خوض الانتخابات، كما أشار إلى حالة من الإشباع والرضا عن النفس لتاريخه الطويل فى الخدمة العامة لبلاده، وهو ما يعنى أن المسألة محسومة، ثم يعود الرجل بمظهر الفارس الذى يخوض الحرب تحت إلحاح شعبى، لمجرد أن بضع مئات من أنصاره خرجوا يرفعون اللافتات، يرجون رحمته على مصر، وقبوله بالترشيح، فالإخراج هنا بالغ السوء، ويصل حدا من الاستهزاء بالوعى العام لبلد غيرته ثورة شعبية، وأطاحت برموزه السابقة قوة جماهيرية غير مسبوقة.. المدهش هنا أنه لا أحد تكلم عن البوسترات التى ظهرت فجأة، من طبعها؟ ومن وزعها؟ ومن أطلع المواطنين البسطاء على عنوان منزل رئيس المخابرات السابق، المفترض أنه يعيش تحت حماية أمنية نظرا لتاريخه الطويل فى جهاز المخابرات العامة؟

الموقف الثالث: فى قرار الترشح نفسه.. فالرجل يقدم على خطوة يعرض فيها جهاز المخابرات نفسه للجدل العام، وهو جهاز يستحق أن نقدم له كل الحماية من أن تتعرض ملفاته للأمن القومى إلى الانتهاك، أو أن يظهر أحد أبرز كوادره على مدى ربع قرن فى معسكر سياسى ضد معسكر آخر، فيبدو سليمان وكأنه مرشح مدنى ضد التيار الدينى مثلا، فالخلاف مع التيار الدينى لا يعنى أبدا أن تكون الأجهزة الأمنية السيادية طرفا فى الصراع، فهذه أجهزة لا علاقة لها بالدولة المدنية، أو الدولة الإسلامية أو أى نوع من الدول، هذه الأجهزة تخدم مصر فقط، شعبها وجيشها وأمنها القومى، ومن ثم يفتح سليمان باب التصنيف السياسى لجهاز رفيع، نثق فى أن رجاله يرفضون تصنيف مؤسستهم القومية على هذا النحو الجامح.

كنت أتمنى أن يبقى رمزا، بدلا من أن يدفع البلاد مرة أخرى إلى منحنى خطر.. يقودنا إلى المزيد من المجهول.

خسارة.







موضوعات متعلقة:

بجاتو لـ"خالد صلاح" فى الأسئلة السبعة: موقف الشاطر ملتبس وسنعرضه على القضاء العسكرى.. القائمة النهائية للمرشحين 26 إبريل وأحدهم متهرب من التجنيد... عمر سليمان تأخر بسبب الزحام الشديد








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة