البعض يعلن خوفه من عودة حكم حسنى مبارك، بينما يفعل كل ما كان يفعله مبارك ونظامه وأكثر، مبارك ليس شخصا، لكنه طريقة تفكير، تحتقر الشعب، وترفض الاستماع لأى انتقادات، وتساعد الفساد، وتستبعد الكفاءات، وتنمى الواسطة والمحسوبية، وتدعم التوريث فى السياسة والمناصب، فى والقضاء والإعلام والدبلوماسية والأمن والبنوك والجامعات.
الحديث الآن عن الفساد والمحسوبية، من بعض النواب والسياسيين، من كل التيارات، يدور خافتا، وسوف يتسع، نواب يسعون للحصول على أراض وسيارات وعقارات ومشروعات ووظائف مميزة لأبنائهم وأقاربهم، حالة من الإحلال والتجديد، أن يتم ملء الفراغات التى تركها الحزب الوطنى، رجل أعمال من النظام الجديد، مكان رجل من القديم، ورئيس للجهاز الرقابى بدلا من القديم، لا يهم الكفاءة، بل الولاء، وكثير ممن يرفعون رايات مكافحة الفساد، هم من فريق الفاسدين الآخرين «معانا ولا مع التانيين».
المصالح لا تتوقف فقط عند أغلبية وتمتد إلى الأقليات أو الأغلبيات التابعة، وأحذر الشخص الذى يتحدث كثيرا عن الثورة ودماء الشهداء، الثورة والشهداء جواز مرور للكثير من الفلول، الثورة أصبحت معروضة فى محاضرات مدفوعة، وكثير ممن عينوا أنفسهم ثوارا أصبحوا نجوما ضمن منظومة مصالح وبرامج، تفرغوا لمتابعة مواقعهم فى النظام الجديد، ضمن توازنات السياسة، والصفقات التحتية والجانبية للقادمين الجدد.
هناك من يتاجرون علنا بالثورة، وإذا انكشفوا ليس أبسط من أن يصرخوا بأنهم يتعرضون للتهديد، والاضطهاد، بينما هم يمارسون الاضطهاد، ضد ثوار لم يسعفهم الحظ ليلمعوا، أو أنهم شاركوا وأصابهم الإحباط.
نظام مبارك لن يعود فقط من خلال استعادة الفلول مواقعهم، بل إنه يقوى بمعرفة من يقاومون التغيير، ويمارسون الاستبداد والاستبعاد، ويعيدون إفراز كل أدوات النظام السابق، بدرجات مختلفة، لا فرق هنا بين أغلبية وأقلية، الصراع الدائر الآن، ليس بين حق وباطل، إنما من أجل البقاء واكتساب أراض جديدة فى النظام القادم، وإذا كانت الأغلبية البرلمانية تسعى للاستحواذ على الدستور والرئاسة، فالأقلية ماتزال تلعب نفس الدور فى التصارع والتشرذم والتشتيت، وجر الناس إلى معارك فرعية.
كل فريق يريد أن يحكم وحده، أغلبية تصورت أنها اخطتفت طائرة، وآلية مفككة ومفتونة بنفسها، وصورتها فى الفضائيات، كل فريق يرفع راية الصالح العام وهو يسعى لصالحه الخاص، وكثيرون ممن يقولون إنهم قادوا الثورة عاجزون عن تنظيم خوض الانتخابات، أو إقناع الناس أنفسهم أو مرشحيهم، لأنهم ليسوا الذين قادوا الثورة حتى لو تحدثوا باسمها، وقد مارسوا، ومازالوا، أكبر عمليات نشر الإحباط.
الخوف ليس من عودة أشخاص حسنى مبارك فهم فى نهايات تقاطعات أعمارهم، لكن الخوف من إعادة إنتاج نظامه بكل الفردية والاستبداد والفساد والتوريث.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح هلال
الفساد مستمر والثوره ماتت فى شركه شمال القاهره لتوزيع الكهرباء
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من المسلمين
الإسلاميين يمثلون الشرعيه , لان الشعب اختارهم بإرادته
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماء
اخيرااااااااا