تفاءلوا يا مبدعى مصر..كلكم إلى السجن سائرون، وبالحبس مهددون والبركة فى برلمان الأكثرية الإخوانية والسلفية. لا يوجد بلد فى العالم قام بثورة من أجل الحرية والكرامة الإنسانية ثم تعود به عربة الثورة للخلف إلا مصر. ولا يوجد بلد فى العالم يثور فيه العمال من أجل حقوقهم فيغلقون المصانع التى يأكلون منها إلا مصر. الأسبوع الماضى أغلق العمال 15 مصنعا بالضبة والمفتاح من السويس لأكتوبر والعاشر من رمضان. وما علمته أن الإخوة الإخوان والسلفيين أعدوا مشروعين قانونين، الأول خاص بالإبداع الفنى من 17 بندا قدمته لجنة الثقافة والإعلام بحزب الحرية والعدالة أعدت فيه مسودة لتقنين - خد بالك - تقنين - وتعريف الإبداع، ثم ميثاق شرف أخلاقيا للإبداع، وهذان المشروعان حسب تأكيدات الدكتور محمد إبراهيم المشرف على صياغته ومختار العشرى، رئيس اللجنة القانونية لحزب الإخوان، يراد منهما التأكيد على ثوابت المجتمع الدينية والأخلاقية ورفض كل ما يمس هذه الثوابت وعقاب من يناهضها. وقال إبراهيم إنه لابد من وجود ضوابط ومعايير وسقف للإبداع. والحقيقة أن كلا الأخين الكريمين لاعلاقة لهما بالإبداع أوالفن وأتمنى أن يطلعا على تعريف الإبداع فى «انسكلوبيديا» الفنون أو دائرة المعارف البريطانية. والتعريف ثابت فى كل الدنيا، وهو أن الإبداع «نتاج بشرى مغاير لكل الثوابت والأنماط والمعارف السابقة» أى أن الإبداع ضد الثابت، هو عمل متحرك يضيف للمعرفة والفن الإنسانى، وهو فى الفنون كل ما يتعلق بخيال المبدع ويعطى المتعة والجمال للعمل الإبداعى فيه أو حتى نظافة الشوارع أوحسن معاملة الآخرين، والابتسامة التى هى صدقة، بل العكس، غالبا ما تجد العبوس والتكشيرة والصوت العالى والغطرسة «ما اعرفش ليه» مع أن الدين المعاملة والدين يسر وبشروا ولا تنفروا، وللأسف كل الأخبار لا تؤدى للبشرى، من خناقة التأسيسية، وإصرار حزب الحرية والعدالة على وجود %25 من أعضائه فى اللجنة سواء من داخل البرلمان أوخارجه، إلى عرض خيرت الشاطر إكرامية كبيرة على حزب سلفى بالإسكندرية، وعرض بناء مبنى فخم لهم - كما جاء فى «اليوم السابع» - مقابل أن يعطوا أصواتهم لمرشح الإخوان محمد مرسى، كل هذا لا ينبئ بأن هناك شفافية أو ديمقراطية، ويؤكد أن الحزب الوطنى صاحب الرشاوى الانتخابية الظاهرة والعينية لم يبرح حياتنا السياسية، أما ثالثة الأثافى فهى هذه الهجمة الشرسة من داخل برلمان الثورة على الإبداع والفنانين، بل والإعلاميين، والمتلقى.
والكارثة أنهم يتكلمون فى الفن والإبداع وهم يخاصمونهما، بل يكرهونهما - كما قال الشاطر إنه لا يحب مشاهدة الأفلام أو سماع الأغانى - وهذا يحتاج لتفسير نفسى أكثر منه سياسيا أو دينيا. الكارثة الأكبر فى مشروع قانون آخر تقدمت به اللجنة البرلمانية للبث السمعى والبصرى من 12 بندا يحظر بث كل ما يتعارض مع الآداب العامة أويهدد كيان الأسرة. وهذه ألفاظ مطاطة جدا تهدد كل من يعمل فى مجال الإعلام أو الفن بالحبس الفورى، وربما الجلد مثلما يحدث فى دول قريبة. السؤال: لماذا لم تعلن لجنة الثقافة والإعلام بالمجلس بنود المشروعين قبل مناقشتهما أم أننا سنفاجأ بهما وتصبح مصر «قندهار» أو «تورا بورا» أخرى تقصف فيها أقلام المبدعين والإعلاميين؟..أفيقوا يا أهل الكلمة قبل فوات الأوان.
محمد الغيطى
فى برلمان الثورة.. قانون بـ25 بندا لحبس المبدعين والإعلاميين
الثلاثاء، 01 مايو 2012 10:06 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
يبغونها عوجا