محمد الدسوقى رشدى

تحليل "أسمائى محفوظى" للمناظرة الرئاسية

السبت، 12 مايو 2012 08:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يجلس المواطن على "الكنبة" أو على كرسى المقهى وبصحبته الشاى والقهوة والسحلب والشيشة وباقى التسالى المصرية الشهيرة، بينما يقف مرشحان هما الأوفر حظا فى سباق الرئاسة لمدة ساعات على أقدامهما فى محاولة للحصول على الصوت الانتخابى لهذا المواطن.. أن يحدث ذلك فلا معنى أو دلالة هنا أكثر وأكبر من أن ثورة 25 يناير كانت نعمة وحلت على مصر وليس كما يروج المروجون بأنها أداة الفوضى والخراب والانفلات الأمنى.

لا تنزعج من الضعف أو الوهن أو السلبيات التى غطت على أحداث المناظرة الرئاسية بين أبوالفتوح وموسى، فتلك هى المرة الأولى لوطن اعتاد أن يختار له الكبار وأن يفرضوا عليه ما يسمع وما يقول، ولا تكن مثل هؤلاء اليائسين المحبطين الذين تصيبهم الفذلكة حينما تبتعد عنهم الكاميرات وتنحصر شهرتهم ومكاسبهم فينطلقون لنشر الإحباط بين الناس مثلما فعلت "الست" أسماء محفوظ حينما لم يسعفها عقلها أو قدرتها على الاستيعاب على استخلاص شىء من تجربة المناظرة السياسية سوى أن تقول إنها مجرد تمثيلية تهدف لضياع الثورة، وتمادت الأخت أسماء فى إبداعاتها حينما أكدت على أن المناظرة تؤسس لشرعية العسكر.

لا أعرف من أين جاءت أسماء محفوظ بهذا التحليل الخرافى غير المتناسق المعنى أو الكلمات، والذى لا يؤكد إلا على معنى واحد هو أن "الست" أسماء محفوظ فشلت حتى هذه اللحظة فى أن تخلع عن نفسها ثوب ربات البيوت.

وبعيدا عن الهرتلة السياسية التى تسوقها لنا أسماء محفوظ وأمثالها، تبقى عدة ملاحظات تدور فى فلك المناظرة الرئاسية الأولى وردود الأفعال عليها..

1 - المتابعة السريعة لردود الفعل الخاصة بالمناظرة على مواقع التواصل الاجتماعى تؤكد أننا نعيش مأزق حقيقى فيما يخص الممارسة الديمقراطية، فأنصار أبو الفتوح يرون أن مرشحهم لم يأته الباطل من بين يديه أو من خلفه طوال وقت المناظرة، وأنصار موسى مقتنعون بأن الرجل كان عبقرى زمان وسحق أبوالفتوح سحقا، وبالطبع لست فى حاجة إلى أن أخبرك أن كل تيار كان يفسر الإجابات والأسئلة بالشكل الذى يدعم توجهه بغض النظر عن الإنصاف أو الواقع.

2 - كان غريبا ومريبا ومشينا فى نفس الوقت أن يركز كل مرشح من الاثنين على معايرة الشعب المصرى بدلا من الحديث عن المستقبل، فالسيد عمرو موسى لم يكل ولم يمل من تذكيرنا بأنه وزير الخارجية المحبوب الذى خدم الوطن بإخلاص، والدكتور أبوالفتوح لم يكف عن تكرار تعرضه للحبس والاضطهاد من جانب النظام السابق، حتى بدا الأمر كأن كل مرشح يطلب من الناس أن ترد له مقابل خدماته الجليلة هذه فى صندوق الانتخابات على شكل أصوات.

3 - لا أعرف كيف سقط الدكتور أبوالفتوح فى هذا الفخ.. فخ التركيز على علاقة عمرو موسى بالنظام السابق واتهامه بأنه فلول، وهو الاتهام الذى تكرر كثيرا حتى حفظه عمرو موسى وأتقن إجابته، بالإضافة إلى أن محاصرة عمرو موسى تحديدا بعلاقته بنظام مبارك غير مجدية ليس فقط لأن "حزب الكنبة" القطاع الذى لم يعد متعاطفا مع الثورة، كبير، ولكن لأن الإعلام والمثقفين بل حتى شعبان عبد الرحيم ظل يقنع فى مصر كلها طوال عشرات السنين أن موسى بطل شعبى ووزير يختلف كثيرا عن وزراء مبارك، وكان على أبو لفتوح أن يدرك أن مابناه "الزن" على الأذن فى عشرات السنين لا يمكن هدمه خلال دقيقتين فى مناظرة.

وأخيرا دعنى أفاجئك بهذه الكلمات المدهشة التى تقول: إن كل مرشح به مزايا ولديه عيوب، وكل ناخب له تصوره الخاص ورؤيته الخاصة لرئيس الجمهورية القادم، والأكثر دهشة وعظمة أنك لست أكثر وطنية أو حبا لهذا الوطن بسبب اختيارك لمرشح معين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة