نحن مقبلون الآن - صديقى القارئ - على أخطر مرحلة يمر بها الوطن، فترة لا وقت فيها للتردد، فترة لا تتحمل أى أخطاء.
بعد أيام سيأتى رئيس، فساذج من يعتقد أنه سيكون معه عصى فيضرب بها فينفلق الحجر اثنتى عشرة عينا، ساذج من يعتقد أنه بمجهوده الشخصى يستطيع أن يمحو الديون المتراكمة، ساذج من يعتقد أنه سيقضى لوحده على خلايا النظام السابق التى مازالت مستوطنة فى عشش الدبابير، ساذج من يعتقد أنه سيوجه القوى العالمية بمفرده دون أن يمتلك إرادة شعبية محكمة يستند إليها.
عفوا – صديقى العزيز – فقد انتهى عصر الزعيم القائد والبطل الملهم.
فرق صديقى العزيز بين أن تؤيد رئيسا أعجبتك شخصيته، أو لأنه ذو كفاءة إعلامية، أو لأنه لا يملك أنصارا لا يحترفون سوى الانتقال من عالم الفيس بوك إلى عالم التويتر.
أعتقد أننا نريد أن نبتعد تماما عن الشخصية الكارزمية الجذابة دون النظر أولا إلى برنامجه النهضوى الواقعى المحدد زمنيا الذى يؤيده الحشد الشعبى المخضرم المنظم.
أتصور أن كلمة السر هنا هى "الذراع الجماهيرية"، فكل البرامج بين المرشحين ربما تكون متشابهة، ولكن العبرة بالحشد الجماهيرى القادر على تطبيق البرنامج على أرض الواقع.
أعتقد أننا نريد رئيسا يمتلك قاعدة شعبية تلتحم بكل أطياف المجتمع، حينما يتخذ قرارا ما تستطيع أن تساعده وتؤيده.
فضلا عن أنها تكون عونا له فى تحقيق برنامجه، فهى تستطيع أن تضيف أو تعدل بحكم احتكاكها بالواقع، فضلا عن أنها كفيلة بأنها تجبر ما يعترى شخص الرئيس من نقص.
لست أدرى ما العائد حينما ننتخب رئيسا مخضرما إعلاميا فحسب، فماذا تفعل كارزمته حينئذ أمام عدم وجود أموال كافية فى الخزانة العامة، وماذا تقدم أمام موازنة عاجزة لسداد الديون المحلية للشركات والبنوك أو أمام مثل مشاكل البنزين واسطوانة البوتاجاز...إلخ.
كفانا الحديث عن حكم الفرد فقد تجرعنا كأس المرارة من هذا المفهوم، فالعمل المؤسسى الشعبى المنظم أقوى تأثيرا من العمل الفردى، وأسرع تحقيقا.
أرجوك فكر وانتبه جيدا عزيزى القارئ فليس الاختيار مبنى على أنه الرئيس أكثر انتشارا فى عدد بوستراته فى الشوارع، أو أنه الأكثر حضورا فى شاشات التليفزيون دون النظر جيدا فى برنامجه الواقعى وإمكانياته الشعبية القادرة على التنفيذ.