أخى الأستاذ خالد صلاح، إخوانى الأساتذة عمرو الليثى، مجدى الجلاد، إبراهيم عيسى، وائل الإبراشى، عادل حمودة.... كل إخوانى رؤساء التحرير. ماذا تقدمون لنا فى "صحفكم" اليوم؟ وكيف ستجدونه فى "صحفكم" يوم الحساب؟ احذروا؛ حتى لا تسود وجوهكم يوم تتطاير "الصحف"... وأسأل الله أن يجمعكم فى الجنة، وأن يعيذكم من النار..
يا رئيس التحرير ستكون – أيضًا- رئيسًا لتحرير "صحيفتك" يوم القيامة، يوم تقف وحيدًا- بلا صحفيين ولا شلة- خاضع، خاشع، منكسر، ذليل، لتحاسب على كل حرف وكلمة ونقطة تكتب فى "صحيفتك" هنا، وستجدها مسجلة عليك فى "صحيفتك" هناك.. أيها "الكاتب" الصحفى الكبير! ستقرأ – يومها- "كتابك" الذى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.. وستقول: يا ليتنى لم أوت كتابيه...
أفق !! يا رئيس التحرير؛ يا من تنافس على الشهرة؛ حتى لا تكون من أوائل الذين تسعر بهم النار؛ لأنهم يلهثون خلف الشهرة والسمعة ؟ انتبه!! حتى لا تجد نفسك مع من يأمرون بالمنكر!! وينهون عن المعروف !! ويحاربون دين الله ورسوله...
تخيل نفسك أيها الرئيس؛ يوم القيامة (يوم الوعيد، والحسْرة، والواقِعة، والقارِعة، والغاشِية، والطامَّة ..... إلخ) وأنت فى ذلك الموقف العصيب المهيب، وأنت فى ذهول وهلع، ولا تدرى؛ هل ستتلقف"صحيفة" أعمالك بيمينك، فتهلل فرحًا سعيدًا، وتصيح بأعلى صوتك: هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ... أم أنك- يا حسرتاه- ستمسك صحيفتك – رغمًا عنك- بشمالك، فيسود وجهك، وستندم يومئذ كثيرًا كثيرًا عندما تجد كل ما جاء فى "صحيفتك" الدنيوية مسجلا فى "صحيفة" أعمالك كالجبال والتلال، وستجد معه كل سيئات الذين تأثروا بكلمة أو صورة جاءت فى "صحيفتك"..
أخى الحبيب.. ستعلم ساعتها أن "صحيفتك" ربما تكون: قد تورطت فى دماء، أو أعراض، أو ظلمت، أو نافقت، أو كذبت، أو دلست، أو سكتت عن حق، أو فضحت برآء، أو خاضت فى الفتن، أو نشرت صورًا مثيرة، أو سقطت فى غيبة، أو نميمة، أو سب، أو شتم، أو نهت عن معروف، أو أمرت بمنكر، أو قعدت عن نصرة دين الله وشرعه، وعن نصرة سنة رسوله، أو أنها حاربت العلماء وسخرت منهم، ونشرت البدع والخنوع والخلاعة، أو لم تروج للأخلاق والآداب والقيم، أو لم تحرص على السلم الاجتماعى، والتنشئة الاجتماعية ؟؟؟
يا رئيس التحرير: يا من تبحث عن "السبق" فى صحيفتك، اهتم بآخرتك وكن "سابق" مع "السابقين"، واهرب من نار الجحيم.. يا من تهتم بطباعة صحيفتك على ورق مصقول وجيد، وتتمنى طباعتها كلها بألوان زاهية، اهتم بآخرتك وبصحيفة الآخرة، واجعل ألوانها مضيئة مشرقة.. يا من تؤلف الكتب فى الدنيا، فكر فى "كتاب" الآخرة، يا من تهتم بـ"موقع" الصحيفة اهتم بـ"موقع" حضرتك، فى الجنة أم فى النار؟؟ واعلم أن أصابعك التى تكتب، وعينك التى تقرأ، وآذانك التى تسمع، ولسانك الذى يتكلم؛ سيشهدون على جرائمك ومحاسنك الإعلامية.
أخى الرئيس.. أنت مسئول عن كل حرف ونقطة فى "صحيفتك" وسيوضع فى ميزانك، وأنت فى زمن المهلة، فراجع نفسك، وراجع رؤساء الأقسام عندك، ومسئولى الصفحات، وسكرتارية التحرير، واعلم أن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل. ولا يغرنك طول الأمل، فالموت يأتى بغتةً، ولن ينفعك ممول الصحيفة ولا ماله، ولا نقيب الصحفيين ولا رجاله، واعلم - هدانى الله وإياك- أن "صحف" الدنيا ومناصبها ستذهب، ولكن أثرها سيبقى مكتوباً فى "صحيفتك".. البيضة.. أو السودة !!!