هل كان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح معبراً بحق عن الثورة فى المناظرة مع عمرو موسى؟.
السؤال طرحه الإعلامى اللامع حافظ الميرازى، فى برنامجه «بتوقيت القاهرة» يوم الجمعة الماضى والذى خصصه لتقييم مناظرة «الخميس»، وقال فى إجابته أن البعض يقول: «إن أبوالفتوح لم يكن معبرا فى المناظرة عن الثورة، وكان حمدين هو الأفضل لها فى مواجهة عمرو موسى».
استطاع موسى أن يضع أبوالفتوح فى موقف الدفاع فى أكثر من قضية مثل، اتهامه بالانتماء للجماعة الإسلامية فى بدايتها، مما استدعى ذكريات مؤلمة لما ارتكبته من أعمال إرهابية، واتهامه بما قاله لمنى الشاذلى فى برنامجها «العاشرة مساء»، بحرية التحول من الإسلام إلى المسيحية، ومن المسيحية إلى الإسلام، ورغم نفى أبوالفتوح التهمتين، لكن برنامج «بتوقيت القاهرة»، أثبتهما بالعودة إلى لقاء أبوالفتوح فى «العاشرة مساء»، وشهادته التى حررها الباحث الراحل حسام تمام.
فى المقابل استطاع أبوالفتوح أن يضع موسى فى موقف الدفاع عن سنوات خدمته مع مبارك كوزير للخارجية، ورغم أن موسى تقمص دور «المعارض» لنظام مبارك، إلا أن إثباته لذلك كان إدعاء، فلو كان معارضا بالفعل، لماذا لم يرتق إلى فصيلة وزراء خارجية سابقين، تقدموا باستقالاتهم مثل إسماعيل فهمى الذى احتج على زيارة السادات للقدس عام 1977، ومحمد إبراهيم كامل الذى رفض الاستمرار مع السادات أثناء توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، ولنفس السبب استقال محمود رياض من موقعه كأمين عام للجامعة العربية، فهؤلاء هم «المعارضون» بحق فى تاريخ الدبلوماسية المصرية، وليس موسى الذى يمنح لنفسه الآن صفات، لا تعرفه ولا يعرفها.
بين وقائع الهجوم المتبادل بين أبوالفتوح وموسى فى المناظرة، كانت الثورة تائهة، باستثناء بعض العبارات الإنشائية من الاثنين عن أفضالها على الجميع، وبالطبع لم يكن موسى ممثلها، حتى لو ادعى أنه كان بين صفوفها، أما أبو الفتوح فاختار أن يكون ليبراليا وإسلاميا ويساريا وقوميا، فكان انحيازه تائها، مما دفع البعض إلى الرأى الذى نقله الميرازى بأن حمدين كان الأفضل فى التعبير عن الثورة فى هذه المناظرة ضد موسى.