باق من الزمن أيام وتنتهى انتخابات الرئاسة.. وفى مثل هذه الأيام من الشهر القادم سوف يكون المصريون عرفوا من هو الرئيس الذى سيحكم لأربع سنوات قادمة، قبل هذا سوف نرى بعض المفاجآت، وكثير من المصارعات، ليس فقط بين الخصوم، ولكن أيضا بين من كانوا يُعتبرون متقاربين، فهو صراع من أجل السلطة وليس منافسة عادية، ومن الصعب فى المنافسات من هذا النوع، أن نتحدث عن روح سياسية أو روح رياضية، وحتى الروح الرياضية نفسها طلعت فى بورسعيد وفى غيرها، وانتقلت تجارب الألتراس من الكرة للسياسة، متجسدة فى حرب بلا قواعد، لا تعترف بتحت أو فوق الحزام.
المرشحون جميعا معروضون تحت الميكروسكوب.. حياتهم، وتصرفاتهم، وتواريخ حياتهم. والانتخابات تكشف كل ماهو غامض أو غائب عن الأعين والآذان، كان من الصعب أن يعرف المواطنون شيئا عن جنسيات آباء المرشحين وأمهاتهم، الماضى يعود قويا ليطارد المرشحين.
فى سبيل الكرسى، على كل مرشح للرئاسة، أن يتحمل ويسمع ما لا يرضيه، وأن يتحمل مرشح الإخوان محمد مرسى وصفه بالاستبن، وأن يشن ألتراس أبوالفتوح وصباحى حملات متبادلة حول ماضى كل منهما، وأن يدفع عمرو موسى وأحمد شفيق ثمن عملهما مع نظام مبارك. مشجعو كل مرشح يقدمونه على أنه سوبرمان، القادر على حل كل المشكلات بالعصا السحرية، بينما هو فى الحقيقة بشر لا يمكنه العمل وحده.
المرشح يضطر لاحتضان وتقبيل المواطنين، مهما كان فقرهم، ولعل المشهد الكوميدى للفنان جميل راتب وهو يبوس طفلا مبلولا، أو يحتضن متسولا، لم يقتصر على عمرو موسى، وإنما على كل المرشحين الذين يحاول كل منهم أن يظهر متواضعا طيبا ودودا، يقدم وعودا ضخمة وكثيرة.
كل المرشحين وعدوا بتحويل مصر إلى دولة عظمى وإنهاء الفقر والجهل والمرض والبطالة. هى وعود تحتاج إلى آلاف المليارات، وسوف تروح السكرة وتأتى الفكرة، ليجد الرئيس القادم نفسه مطالبا بتسيير الحياة اليومية، وتوفير عيش وبوتاجاز وبنزين وعلاج، وإضافة مليون فرصة عمل وشقةو وألف مدرسة ومستشفى، وطبعا كلام الانتخابات مثل كلام الليل مدهون بزبده، تطلع عليه الانتخابات يسيح.
الناخبون ربما لن يرتاحوا لمرشح يخبرهم أن الرئيس القادم أيا كان.. لن يستطيع توفير كل ماوعد به فورا، وأن عليهم الانتظار سنوات لنجنى ثمار أى سياسات، وأن نسير فى طريق صاعد وليس فى منحنيات، سيجد الرئيس القادم نفسه مطالبا بتنفيذ الوعود التى قدمها بالإمكانات المتاحة، وعليه أن يواجه ملايين الأفواه المفتوحة، والاعتصامات والاحتجاجات، التى تطالب بحقوق منسية ومطالب فورية، يرفضون الحجج والتسويف، ويتهمونه بالكذب والخداع.
سوف تنتهى سكرة الترشيح، وتبدأ فكرة التنفيذ. وساعتها لن يجد الرئيس حوله «ألتراس» يدافعون عنه، بل ربما كان المنافسون رماحا جديدة مشهرة فى وجهه، لتبدأ رحلة جديدة لانتخاب الرئيس القادم. لنعود ونقول ما يقال عن المنجمين «كذب المرشحون ولو صدفوا».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
انشر
أبو الفتوح الوحيد الذي كان واقعيا لذلك احترمته
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
محمد
يارب احفظ مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي فواز
الي صاحب التعليق رقم (1)
دي نكتة يعني؟ بجد مش فاهم.