اللهث وراء الدنيا والثروة والشهرة فى حد ذاتها دون وضع فى الاعتبار بصدق الأشياء الأخرى فى الحياة.. نعم الأشياء الأخرى التى تكون العناصر الحقيقية للسعادة فى الحياة.. إنها الأشياء التى جعلت أحد الزهاد يقول إن الأمراء لو عرفوا السعادة التى نعيشها لقاتلونا عليها بالسيوف، قال العزيز القدير: «لم تسعنى أرضى ولا سمائى لكن وسعنى قلب عبدى المؤمن»، نعم هكذا قال الله سبحانه وتعالى، ما أسعد هذا الإنسان الذى امتلأ قلبه بالأنوار الإلهية.
إنهم هؤلاء الرجال الذين اختاروا أن يكون الله سبحانه تعالى ورسوله الكريم أحب إليهم من أنفسهم وأهلهم ومالهم، إنهم يرضون برضا الله وبرضا رسوله صلى الله عليه وسلم. إن عشقهم لله سبحانه ولكل ما جاء به رسوله الكريم عليه أزكى الصلاة والسلام يجعلهم من أهل المناجاة الدائمة الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويحنون إلى موطنهم الحقيقى حين ينظرون إلى وجه الله ذى الجلال والإكرام ويشربون من حوض رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا يظمأون بعدها أبدا، إن الحياة بالنسبة لهم هى مزرعة حلوة جميلة للوصول إلى العالم العلوى ودخول الحظيرة القدسية فى صحبة الأنبياء والصالحين والشهداء. فى حقيقة الأمر إنهم شهداء فى أعلى الدرجات فى عالم الشهادة وفى الآخرة لأنهم قدموا أنفسهم قربانا إلى رب الوجود الله المعبود الرحمن الرحيم. إنهم أدركوا أن من ذبح نفسه بالمجاهدات أحيا قلبه بالمشاهدات واقترب للرب المحبوب ولرسوله صلى الله عليه وسلم فى عالم الشهادة، ثم عاش فى نعيم الرضا الإلهى فى الآخرة خالدا مخلدا. أعطاهم ربهم أنوارا يمشون بها فى الناس يهدون ولا يضلون يساعدون ويبذلون كل جهد لمساعدة الخلق حبا فى رب الخلق. قال سيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله».
إنهم كلهم ذلك الأشعث الذى إذا أقسم على الله أبره. إنهم أهل الصدق والتسامح والزهد والعطاء فى كل صوره المادى والمعنوى دون تعال ولا من. إنهم يدركون يقينا أن الرزق من الله وأن الله ييسر عمل المجتهد والمخلص ثم يبارك فى هذا الرزق. إنهم قوم فهموا مقولة الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه: «بالإخلاص يكون الخلاص». إذا أخلص العبد لله العلى القدير تخلص من الأنانية وعرف أن بالعطاء يكون الارتقاء. إن حب الله وحب كل ما أرسله لنا وحب السنة الشريف يهذب النفس التى تأمر بالسوء والخوف والجزع والبخل. التقوى حب وعطاء وطاعة والتزام.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنه مصريه
جزاك الله خير الجزاء
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى العطاس
شكر