أيام قليلة تفصلنا عن ساعة الحسم للانتخابات الرئاسية، والتى يتنافس فيها ثلاثة عشر مرشحا من مختلف الاتجاهات السياسية والحزبية (طبعا لابد أن نسقط من اعتبارنا المرشح الدكتورعبد الله الأشعل، الذى أعلن دعمه للدكتور محمد مرسى)، وفى تلك الأيام القليلة، التى تفصلنا عن موعد التصويت تشتد المنافسة وتصبح تكثر سخونة وتظهر ملفات وتختفى أخرى، وهذا ليس محور هذا المقال، ولكن محور المقال هو محاولة قراءة نقاط القوى الضعف فى المرشحين الأعلى حظوظا وأكثر حضورا على المستوى الإعلامى والسياسى.
الدكتور محمد مرسى نقطة قوة محمد مرسى الوحيدة فى تصورى هى أنه مرشح جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة وكلنا يعلم أن الجماعة تملك ماكينة انتخابية كفيلة بإنجاح المرشحين، وقد شاهدناها بقوة خلال الانتخابات البرلمانية السابقة، والتى حصلت الجماعة فيها على ما يقرب من نصف مقاعد المجلس، وتلك الماكينة نرى أثرها فى كل مكان، فالدعاية والبوسترات التى تروج للدكتور مرسى أضحت ملء السمع والبصر، فأينما تولى وجهك تجد صور الدكتور مرسى تطاردك، هذا ناهيك عن المتطوعين داخل الجماعة وهم بالآلاف.. وعلى الرغم من تلك المميزات الانتخابية لمرسى إلا أن المرشح يعيبه مجموعة من النقاط أولها أنه مرشح الجماعة، التى أحبطت الكثير من المصوتين لها خلال الشهور المنصرمة منذ بدء البرلمان أعماله، ناهيك عن تراجع الجماعة فى العديد من وعودها والتى كان على رأسها عدم الدفع بمرشح رئاسى، وهو الأمر الذى وضع الجماعة ومصداقيتها على المحك وكشف الكثير من العوار الذى يلازم الممارسة السياسية لجماعة تتخذ من الدين مرجعيتها لها.. ثانى مشكلات مرسى هو افتقاده للحضور والقدرة على الإقناع، فشخصيًا سمعت الدكتور مرسى أكثر من مرة لم يقنعنى أنه يصلح كرئيس أكبر دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن الجماعة نفسها وعندما قررت الدفع بمرشح رئاسى لم تفكر فى مرسى، بل فكرت فى المهندس خيرت الشاطر، مما يجعلنا نتساءل هل يمكن لم ترض به الجماعة أولا أن نضعه على رأس اختياراتنا.
ثانى المرشحين هو الدكتور محمد سليم العوا، والذى يملك ميزة يتفرد بها عن كل السادة المرشحين وهى أنه مفكر بالدرجة الأولى مما يعيد إلى أذهانى نماذج مثل مالروا أو طه حسين وحتى لوك فيرى الفيلسوف والمفكر الفرنسى، والذى تولى وزارة التعليم فى عهد شيراك، وهو الأمر الذى يجعل صاحب المنصب ذا رؤية عميقة تلتزم بالطابع المعرفى الملازم للمستوى السياسى أقول هذا رغم اختلافى مع كثير من أفكار الدكتور العوا بحكم انتمائى لمدارس فكرية أخرى، الميزة الأخرى للدكتور العوا هو خبرته القانونية والتى ربما تساعده فى علاقة ملتبسة أو غير واضحة مع البرلمان فى مسائل القوانين والتشريعات.. ولكن للدكتور العوا نقاط ضعف أولها مواقفه المتباينة من المجلس العسكرى، والتى لم يكن يحددها ضابط سياسى واضح فتارة مهاجم شرس وتارة أخرى تحسبه عضوا بالمجلس العسكرى، ولست هنا أرفض المنهج النقدى فى التعامل مع المجلس العسكرى حينما يصيب ويخطئ، ولكن لابد من وجود خط سياسى واضح فى تلك المسألة، نقطة ضعف أخيرة هى عدم توافر الإمكانات المادية الكبيرة للدكتور العوا، مما جعل الدعاية الإعلانية له محدودة ومغلولة اليد، مما انعكس على جمهوره، الذى بقى محصورا داخل الإطار النخبوى والفكرى والثقافى.. مرشحنا الثالث هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وللدكتور أبو الفتوح مزايا عديدة أولها قربه من القواعد الشبابية وحضوره الإعلامى القوى والجاذب عكس الدكتور مرسى، ضف إلى ذلك تاريخه النضالى منذ كان طالبا وتحولاته الفكرية الحميدة، خاصة خلال السنوات الخمس التى سبقت الثورة، فالدكتور أبو الفتوح أطلق مجموعة من التصريحات والأفكار فى مرحلة ما قبل الثورة مثلت خروجا أو تجديدا لما هو مألوف عن الجماعة وخاصة فى مسألة الفصل بين الدعوة والسياسة، ومن مميزات أبو الفتوح الأخرى هى انفتاحه على جميع التيارات ومحاولة التوفيق بينهم وهو ما يجعله أحيانًا يقع تحت طائلة التلفيق الفكرى نتيجة الاختلافات الفكرية الواضحة بين القطاعات المؤيدة للدكتور، ضف إليها عيبًا آخر هو عدم تولى أى منصب فى الإدارة السياسية، والتى ليس شرطا لتحقيقها أن يكونوا جزءا من أركان النظام السابق فهنالك أشخاص لم يترشحوا للرئاسة ويملكوا تلك النقطة وهم أيضًا لم يكونوا جزءا من النظام البائد.. على كل الأحوال كانت تلك جولة لتبيان نقاط قوة وضعف المرشحين المنتمين للتيار الدينى، وهو الأمر الذى سيكون محور المقال القادم لتناول نقاط قوى وضعف أربعة مرشحين هم عمرو موسى وحمدين صباحى وأحمد شفيق وخالد على.
عدد الردود 0
بواسطة:
ممتاز ابودميس
لا يوجد بينهم شخصية رئيس
لا احديستحك ان يكون رئس لالالالالالالالالالالا12