خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الإخوان والشريعة وصفقات البرلمان والجنزورى

الأربعاء، 16 مايو 2012 07:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طبعا حضرتك ضحكت كثيرا، مثلى تماماً، عندما تحولت الاستجوابات البرلمانية الساخنة والعاصفة إلى طلبات إحاطة وادعة ورقيقة فى مواجهة الدكتور كمال الجنزورى، فالسياسة هى السياسة تحت أى عنوان كان «ليبراليا أو اشتراكيا أو إسلاميا»، لا بديل عن الصفقات، ولا مجال إلا للحلول الوسط، فالإخوان الذين قالوا لشعبهم، إن تصعيد حرب الاستجوابات لإسقاط الحكومة يمثل معركة مبادئ من أجل الحق، والحقيقة، ومصلحة الناس، وإنقاذ مصر، هم أنفسهم الذين قبلوا باستبدال أربعة وزراء لا قيمة لهم، وارتضوا ببقاء الجنزورى فى السلطة، وحولوا معركة الاستجوابات إلى حفلة سمر برلمانية لطيفة.

لن أخدعك وأزايد على موقف الإخوان من الناحية السياسية، أو أسخر من الوصول إلى صفقة سياسية، لأننى فى الحقيقة أعتبر هذه الصفقة تحقق مصلحة وطنية فى الوقت الراهن، وتنزع فتيل أزمة لا معنى لها، أزمة صنعها الإخوان، ثم تراجعوا عنها أخيرا، فهذا الموقف صواب من الناحيتين السياسية والوطنية فى ظل ما نحن مقبلون عليه من انتخابات رئاسية، وتعديلات الدستور.

أما ما يدعو إلى الضحك، فهو طريقة الإخراج التى تحولت فيها المبادئ إلى صفقات بلا تبرير وبلا مقدمات، وهنا يستوى أصحاب الشعارات جميعا، لا فرق بين إسلاميين وليبراليين إلا بحجم الصفقة، هذه هى السياسة.. شاء من شاء، وأبى من أبى، أيا كان دينك، وأيا كان حزبك، وأيا كان انتماؤك.. فأنت تقبل بقواعد اللعبة، ولا طريق آخر إلا هذه اللعبة، قل ما تشاء عن الشريعة، وعن حكم الله، وعن قوانين الإسلام، ثم فى نهاية الأمر العب بطريقتك، وحسب مصالحك، وحسب تقديرك الشخصى، العب براحتك، وقتما تحتاج للمبادئ ارفع رايات المبادئ الإسلامية والأخلاقية والوطنية عالية خفاقة، وحين لا تخدمك هذه المبادئ ابعدها قليلا عن الصورة، واقبل بالصفقات، واقبل أيضاً بكل ما يحقق مصالح حزبك، فالله غفور رحيم، والشعب طيب يفرح بنعمة النسيان.

إنها السياسة، هذا لونها، وهذه قواعدها، وهذا هو ما يعرفه عنها هؤلاء الذين يستخدمون دين الله فى معادلات السياسة وصراعات الحكم.

مبروك على مصر هذه الصفقة التى تحقق استقرارا مرحليا.

ومبروك على شعب مصر هذه الفرصة، ليفهم أن الأمر.. كل الأمر، ليس سوى صفقات.

الله والشريعة والمبادئ الدينية شىء، والصفقات شىء آخر.

لكن الرجال يلونون المبادئ كيف شاؤوا.

مصر من وراء القصد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة