خالد صلاح
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": بعد حملات الدكتور مرسى.. كنت أتمنى استمرار الشاطر
الجمعة، 18 مايو 2012 07:55 ص
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، «لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع»، وربما يجوز لنا الآن أن نقول لو عرفنا ما تحمله لنا مفاجآت سباق الرئاسة مع الدكتور محمد مرسى، لاخترنا المهندس خيرت الشاطر رمزا لهذا السباق، وعنوانا لهذا التنافس، فالفرق هائل بين الرجلين فى الحقيقة، فى كل شىء، وعلى جميع المستويات، المهندس خيرت كان على الأقل صاحب مشروع تحرك من أجله، وقاد فريق عمل هائلا لإعداده، ودفع أثماناً غالية خلال عصر مبارك جعلته أكثر خبرة فى التعامل مع المتغيرات السياسية، وأوسع إدراكاً لأهمية الحوار، وأكثر حضوراً فى وجدان أعضاء الإخوان وأنصارهم فى مصر، وأعظم تأثيراً فى جذب احترام خصوم الإخوان فى الفكر أو فى السياسة، والمهندس خيرت كان قادراً على مخاطبة النخبة، كل بحسب لغته وثقافته، ولا تمر من بين يديه جولة حوار بلا رسائل سياسية جديدة، تكشف عن استيعاب لطبيعة المرحلة الوطنية، وتبوح أيضاً بقدرات الرجل على فهم محاوريه بكل مساحات الاتفاق والاختلاف المستترة أو المعلنة.
لا يفوتنى هنا أن الشاطر حين قرر إجراء حوارات صحفية اختار صحفا ورؤساء تحرير ومقدمى برامج يعرف تماما أنهم لا يتفقون مع الجماعة، وربما كانت تلك هى الإشارة الأولى لثقة الرجل فى نفسه، وإيمانه بقدراته على الحوار، واطمئنانه إلى ما يطرحه من أفكار فى مشروع (النهضة) الذى يخوض تحت شعاره انتخابات الرئاسة، هذه الإشارة المدهشة كانت تأكيداً على أن الرجل يتحرك ليخاطب مصر، ولا يتحرك لمخاطبة جمهور الإخوان وحدهم، أما فى حالة الدكتور مرسى، فقد كان العكس تماماً هو ما جرى، فمنذ اللحظة الأولى لإعلانه مرشحاً رسمياً قرر إقصاء كل المختلفين مع الإخوان، وفرض هذه الأجندة على كل لقاءاته الصحفية والتليفزيونية، ثم دخل الرجل فى حوارات غير مكتملة النضج حول مشروع النهضة الذى أسسه الشاطر، ففى لقائه أمس مع عدد من رجال الصناعة والأعمال، أظهر مرسى ارتباكاً شديداً أمام سؤال لأحد رجال الأعمال حول الفرق بين (مشروع التنمية)، و(مشروع النهضة)، وظهرت إجابته فى حدود كونه (طالب علم مجتهدا) وليس صانعا ومحفزاً وفيلسوفاً مؤمنا بهذا المشروع.
وإذا كان الإقصاء هو نهج مرسى، وإذا كان الحفظ هو سبيله للتعبير عن مشروع النهضة، وإذا كانت الكاريزما كمنحة إلهية هى من نصيب خيرت الشاطر وحده، فإننى أعترف بشعورى بالأسى بأن نفقد الشاطر فى السباق، ونكمل المنافسة مع مرسى.
مأساة حقيقية أن يكون الكبار خارج المنافسة بتعقيدات قانونية سفيهة، فرغم أننى لن أمنح صوتى لمرشح من الجماعة، إلا أننى كنت أفضل لمصر أن تبقى المنافسة مهيبة فى كوادرها، وراقية فى مضمونها، ويخوضها الصناع الحقيقيون للمشروعات السياسية، وليس الحفظة الذين تربكهم الأسئلة الصعبة من خارج المقرر.
أعتذر إليك يا دكتور مرسى، لا أقصد الإساءة، ولكننى أرجو لمصر أفضل ما فيها، وأعتقد أن هذا كان رأيك أيضاً فى انتخابات شورى الإخوان.
تحياتى.
مشاركة