سقوط موسى وشفيق أو الفوضى

إلى متى ستستمر حالة التهديدات والتوعدات التى يطلقها أنصار المرشحين للرئاسة.. أنصار أبو الفتوح ومرسى يؤكدون أن الانتخابات ستكون نزيهة فى حالة عدم فوز موسى أو شفيق وستكون مزورة فى حالة نجاح أى منهما.. وأنصار شفيق يؤكدون أن الآخرين سيمارسون التزوير المعنوى ويؤثرون على الآخرين بوسائل غير شريفة.. والمصيبة الأكبر هى سيناريو ما بعد الانتخابات.. وتهديد الساقطين وأنصارهم بثورة ثانية.. وكأنهم يقولون للأغلبية (اشربى من البحر) لن يكون الاختيار إلا لنا.. إما مرشحنا أو الفوضى وكأنهم يلبسون ثوب مبارك الذى قال إما أنا أو الفوضى.. ولكن الشعب أسقط هذا الاختيار.. ونحن أيضا سنسقط اختيار أنصار أى مرشح ساقط انتخابات.

وفى كرة القدم كانت بعض الفرق الشهيرة تقود حملة دعائية تجاه أى حكم سيدير مباراة مهمة لهذا الفريق تحت زعم أن هذا الحكم يكره هذا الفريق بشكل يبرر لهذا الفريق فشله فى حالة الخسارة.. أو أن يضطر الحكم إلى التخلى عن حياده تجاه الفريق الذى أثار حملة ضده.. وما يفعله البعض من التأكيد من أن موسى أو شفيق لن ينجحا إلا من خلال انتخابات مزورة هو سيناريو مسبق لخطة بديلة فى حالة عدم نجاح مرشح أصحاب هذه المقولة حتى يثيروا الفوضى.. وليفهم الشعب أن بعض المرشحين إذا نجحوا فإن الانتخابات ستكون نزيهة وإذا خسروا فإنها ستكون مزورة.. وفى هذا الصدد أذكر تعليقين أثارا انتباهى الأول غير مسئول جاء من المستشار البسطويسى المرشح للرئاسة الذى نسى القانون وأعلن أن الشعب سيثور ثانية إذا نجح شفيق أو موسى.. ومن المؤكد أن الشعب لن يثور إذا نجح الريس بسطويسى.. عجبت أن يصدر هذا التصريح من شخص من المفترض أنه مسئول.. له وزنه.. ولكنه لم يحترم الديمقراطية وكأنه يقول (طظ فى الشعب إذا انتخب موسى أو شفيق).. ولكن التصريح الأكثر نضجا كان لأسماء محفوظ عبر حسابها الشخصى على تويتر تؤكد احترامها لأى اختيار شعبى أيا كان الرئيس القادم.. وانتقدت أسماء تهديدات البعض بثورة فى حالة نجاح مرشحى الفلول.

وأنا شخصيا لا أميل إلى انتخاب موسى أو شفيق لأسباب موضوعية.. منها ارتباطهما بنظام سقط بمساوئه.. بالإضافة إلى كبر سنهما وعدم قدرتهما على الإبداع وتصور مصر جديدة.. ولكننى سأقبل اختيار الشعب أيا كان.. فهذه هى الديموقراطية التى حرمنا منها مبارك.. ومن يعترض على اختيار الشعب فعليه إذن أن ينادى بإلغاء البرلمان الذى لا يعجب الكثيرين.. ولنتصارع على الكعكة الدامية فيما بعد الانتخابات .. ولنعلن استمرار حالة عدم الاستقرار إلى ما لا نهاية.