محفوظ عبدالرحمن

سلاح الدين والمال فى مواجهة ضمائر المصريين

الجمعة، 18 مايو 2012 08:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طغيان الكتابة

أحيانا يفلس الكاتب فلا يجد موضوعا يكتب فيه، وكان هناك كاتب كبير جدا يقابل المثقفين الشباب فيسألهم عن موضوع يصلح للكتابة، ولأن بعضهم كانوا «أشرارا» حكوا له قصة فيلم أجنبى على أنها فكرة لهم، ورأوا أنهم أقل قدرة على كتابتها، ورأى الكاتب الكبير جدا أنها موضوع جذاب فكتبها، ونشرها فى الصحف، ثم نشرها كتابا، فكانت فضيحة احتاجت إلى جهد كبير لحصارها.

ولكن فى أحيان أخرى أو على الأصح فى أغلب الأحيان تتزاحم الأفكار فلا يعرف الكاتب كيف يختار وتصيبه الحيرة.

وفى أحيان ثالثة يحدث للكاتب ما حدث لى فى هذا الأسبوع، فلقد أقبلت علىّ هذه الأيام وموضوع الرئاسة هو الموضوع الذى لابد من الكتابة فيه، خاصة بعد تلك الليلة التى سهرنا جميعا فيها مع عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، فى تلك الليلة جهزنا كميات من السودانى والشوكولاته وبعض اللب للقادرين على «القزقزة» ووضعنا الموبيلات على الصامت، وعشنا ليلة ذكرتنا بليالى أم كلثوم فى الطفولة والصبا، وإن كانت ليالى أم كلثوم بهيجة وعذبة وتملأ قلوبنا بالنشوة.

كانت سهرة موسى - أبوالفتوح مدخلا إلى انتخابات الرئاسة، هذا الموضوع الشائك الملتبس لمعظم الناس.

ولكن فجأة صدمتنى وفاة زكريا محيى الدين رغم أنه قد جاوز التسعين، أردت أن أكتب عنه، واصطدمت الرغبتان، وهذا ما أسميه طغيان الكتابة، فالفكرة أحيانا تكون مستبدة.. وعذاب أن تكون هناك أكثر من فكرة مستبدة فى نفس الوقت.

سهرة العام الرئاسية

أثناء الأكل والشرب بدأت الملاحظات على المرشحين، وأعترض أحدهم على التعليقات قبل نهاية المناظرة، فاعترض عليه آخر وقال: لقد اجتمعنا لتقييم المتناظرين وليس مجرد الفرجة.. «ملاحظة صغيرة: اجتمعنا لتقويم المتناظرين، هذه هى اللغة العربية، ولكن مجمع اللغة العربية أقر كلمة تقييم لنفس المعنى!».

قال أحدهم: يا جماعة أبوالفتوح هذا هو حصان طروادة، سألناه: وكيف كان ذلك يا زينة المماليك، قال: إنه أكثر إخوانية من محمد بديع، وأظن أنه مرشح الإخوان، قلنا له: ولكنهم يفصلون الأعضاء الذين يساندونه، قال: لعبة انتخابية، إنهم مدركون أنه صاحب فرصة من محمد مرسى، تركوه يلعب وحده مع مساندات خفية، فإذا نجح عاد إليهم!

سأل أحدهم: يعنى ننتخب عمرو موسى؟

فصاح بعضهم: لا لقد كان عصبيا، وإذا كان عصبيا على شاشة التليفزيون ماذا سيفعل معنا دون كاميرا؟ وبعدين لم يدرس مشروعه جيدا.. إنه يقول كلاما عاما، أى شخص يستطيع أن يقوله.

وفى النهاية أجرينا استفتاء شاركنا جميعا فيه حتى من ليس له حق الانتخاب بعد.. الجميع قالوا: حمدين صباحى.. ومن الغريب أن هذا ما قاله الكثيرون فى الأيام التالية.

ولكن الانتخابات لن تجرى كما نحب، هناك أيد تلعب فيها، أيد كثيرة حتى لا نستطيع أن نحصرها، وهناك أيد أجنبية بمعنى أنها تتكلم لغات أخرى، وأيد عربية تتكلم اللغة العربية، وأيد محلية تتكلم اللهجة المصرية!

ولنبدأ بالأيدى المحلية.. هل يتخيل أحد أن المجلس العسكرى لن يتدخل، يكون أعضاؤه من القديسين.. تصوروا أن داعية يوجه رسالة إلى المتظاهرين قائلا اذهبوا إلى وزارة الدفاع وأخرجوا أعضاء المجلس العسكرى واقتلوهم، ثم قدموهم إلى محكمة تحكم عليهم بالعدل.

لو أن المجلس العسكرى قدمه إلى المحكمة لنال حكما عادلا.. فالدعوة للقتل تستأهل العقاب.. وثورة 25 يناير لم تطلب قتل مبارك أو رجاله، بل طلبت محاكمات عادلة.

والسؤال هل هذه دعوة أبوالأشبال فقط؟

فى اليوم الثانى لأحداث العباسية سأل مذيع أحد المرشحين للرئاسة عن رأيه فيما حدث وبالذات الموقف من وزارة الدفاع فراغ من الإجابة، إلى مستوى يقترب من الامتناع، وإذا كان المجلس العسكرى مجموعة من الملائكة وقبلوا هذا ألا يمكن أن يكون لهم مرشح يميلون إليه، ولو أن فلانا يميل إلى مرشح فهذا يعنى أنه أخذ صوتا.. ولكن عندما يميل إليك المجلس العسكرى أو يميل عنك يكون الكسب والخسارة أكبر.

وحسنى مبارك.. ولا أعنيه شخصيا، بل أعنى نظامه ورجاله سواء فى الحبس السياحى أو الذين يعيشون بيننا يحلمون بعودة الفساد والقوة لهم، ويتحدثون ويسمعون عن الاستقرار، هؤلاء هل سيغلقون الأبواب عليهم سواء كانت الأبواب فى السجن أو فى قصورهم، أخيب واحد فيهم سيجمع عشرات الأصوات لمن يرى أنه سيخدمه أو على الأقل لن يضره، لن يعطى صوته لأبوالفتوح ولا لمرسى لأنهما عدوان تقليديان، ولن يعطى صوته لحمدين صباحى أو خالد على أو أبوالعز الحريرى أو البسطويسى لأنهم يمثلون معارضة سابقة.

والتأثير الأكبر سيكون بوسيلتين:

الأولى هى الدين، ولقد أفلحت مرات عديدة وأفلحت فى الاستفتاء الدستورى فكانت النتيجة أكثر من ٪75، صحيح أن النتيجة أضرت بالمرحلة كلها، بل أضرت بمن استخدموا سلاح الدين، لكن الوسيلة مازالت صالحة، مرة تنفع ومرة لا.

دعنا من حازم أبوإسماعيل فلقد ترك الساحة، وإن كان سيظل فى الذاكرة عشرات السنين.

قيل فى المؤتمرات وفى اللقاءات الإعلامية عن بعض المرشحين: إن الله اختارهم.. وهكذا تحدثوا باسم الله سبحانه وتعالى، وما كان لأحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم أن يتحدث باسم الله.. وقالوا عن أحدهم: كأنه أبوبكر.. وأشاروا إلى أنه كعمر بن الخطاب فى أنه لو تعثرت دابة فى قنا فسيكون مسؤولا عنها، وأنه سيأخذنا إلى القدس ويصلى بنا.

وقالوا أيضا لو أن امرأة صاحت باسمه كما صاحت باسم الخليفة المعتصم: وامعتصماه فسيسرع مثله بالجيوش لإنقاذها، وأرى أن هذا من حقهم، فالمعتصم لم يكن سوى خليفة عباسى، وربما كان من أسوئهم، وقصة وامعتصماه هى أفضل ما فى تاريخه إن كانت قد حدثت بهذا الشكل، الدين سيكون وسيلة مؤثرة فى انتخابات الرئاسة رغم أن عامة الناس اكتشفوا أنهم خدعوا فى انتخابات البرلمان.

العامل الثانى الذى ينافس الدين هو الأموال، وهى قوة غامضة لا نرى إلا ترجمتها فى الإعلانات والبوسترات والمؤتمرات والشنط التى توزع على الغلابة وكذلك الزيت والسكر والذى منه، وبالتأكيد هناك مقابل مادى مقابل المشاركة فى الدعاية أو جمع الأصوات، ومقابل مادى كبير لمن لهم تأثير كبير.

من أين تأتى هذه الفلوس؟

بالطبع هناك مصادر محلية ترى أن مصلحتها مساندة فلان أو علان، ومصادر كانت تنتظر الفرصة لترشح من يعبر عنها أو من يدافع عن مصالحها.. وكانوا يكنزون الذهب انتظارا لهذه اللحظة.

ولكن الكارثة أننا نحس بسيل الأموال، ولا نرى مصادرها.. هناك اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية، طبيعى الاتهامات المنتشرة لدول عربية خليجية أو غير خليجية، وهى هواية قديمة للأنظمة العربية نالت شبهاتها جورج بوش الأب وكلينتون وغيرهما.. ونالت ساركوزى الرئيس الفرنسى السابق فى الانتخابات الأخيرة، عندما قيل إن القذافى موّل حملته الانتخابية.

وكان هناك تبرير بأنهم ينافسون اللوبى الصهيونى الذى يدعم هؤلاء الرؤساء.. ومن الغريب أن الدعم العربى - ولا نعلم قدره - لم يؤثر فى جذب قلوب الرؤساء الأمريكيين إلينا.
هذا المال سيكون مؤثرا، لأن كل شىء الآن يحتاج إلى المال: الإعلانات، المؤتمرات، الضمائر.

أضاف صديقى: الإعلام.

كل هذا سيسفر عن رئيس ليس منا.. الحل هو أن نقاوم هذا كله وننتخب واحدا منا، أعطى قلبه لبلاده طوال عمره، له برنامج محترم.. تستطيع أن تتحدث إليه أعطى طول عمره ولا يريد الآن إلا أن يعطى إذا سألتنى فسأقول لك:
حمدين صباحى








مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود حميد

كفاكم تحاملا علي الاخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

حر نفسى

آآآآآآآآآآه قول كده بقى

عدد الردود 0

بواسطة:

Hani

صدقت

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الاسكندرانى

حمدين صباحى واحد مننا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة