مطلوب من المواطن أن يصدق مرشحا للرئاسة يقول إنه سوف يحقق المعجزات، ويحل كل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية خلال مائة يوم فقط، كل هذا من خلال برنامج غامض يتحدث عن النهضة والقفزة والتحدى والتنمية الفورية، دون أى اعتراف الواقع، أو استناد إلى أرقام حقيقية، وهل يمكن أن يخدع المرشحون الناس مرة أخرى بعد أن تعرضوا للخداع طوال عقود، وحتى فى الانتخابات البرلمانية، لقد كانت برامج مبارك تحمل أسماء الصحوة والتحدى بينما الواقع يضاعف فقر الفقراء ومرض المرضى.
كل هذا الكلام الذى يملأ المؤتمرات الانتخابية يخلو من المسؤولية ويقدم حلولا سحرية لكل المشاكل، وكأن المرشح يحمل عصا سحرية سوف يشير بها فتنفتح كل الأبواب وتتغير الأوضاع.
المرشحون يعرفون أنهم يخدعون الناخبين، بوعود غير قابلة للتحقيق. الرئيس القادم ومعه البرلمان والحكومة سوف يكونون، مطالبين بتحقيق وعودهم الخرافية، وفى نفس الوقت حل الأزمات اليومية ومطالب الناس من عيش وبوتاجاز ومواصلات وإسكان وتعليم وعلاج، قبل أن يفكروا فى تنفيذ برامجهم التى تعهدوا بتنفيذها.
أغلب البرامج المطروحة تزدحم بالوعود دون آليات التنفيذ، ولا يوجد مرشح واحد وقف وصارح الناس بحقيقة الوضع، وكيف سيتمكن من تنفيذ برنامج خرافى، وما هى أولويات العمل، وكيفية التعامل مع المليارات التى يقال إنها مخصصة لدعم الوقود والخبز، وهى أموال الكل يعترف بأنها لا تصل لمستحقيها، لكنهم لا يشرحون للناس كيفية توصيلها، وأنها تحتاج إلى مرشح شجاع يخرج ليقول الحقيقة الآن بدلا من أن يأتى فيجد نفسه مجرد كذاب وعد فأخلف.
لدينا مرشحون يخلطون الواقع بالخيال، ولا يصدقون برامجهم ويقدمون الرشاوى من أجل الأصوات، لعلمهم أن أحدا لا يصدقهم.
الكل يغازل الفقراء ويعدهم بالخروج من الفقر إلى الرفاهية، فقط يغازلون الفقراء لعلمهم أنهم أغلبية، ويتعاملون معهم على أنهم مجرد أرقام تصب فى الصناديق.
لقد جرب الفقراء أكاذيب مبارك، وجربوا أكاذيب مرشحى البرلمان من قبل، ومازالوا يسمعون نفس الكلام ونفس الوعود، فهل يستمرون فى منح أصواتهم لمن يخدعهم بالوعود الخالية من المنطق؟
ولا يمكن القول إن هناك فقرا علمانيا وفقرا متدينا، الفقر والجوع لا دين لهما، بل هما الكفر الذى يعطى الأفاقين الفرصة ليمارسوا الكذب ويستغلوا فقر الفقير وحاجة المحتاج.
ربما يكون الناس مستعدين لقبول وعود مرشح يصارحهم بالحقيقة ويتحدث عن برنامج واقعى يعترف فيه أن إنهاء الفقر لا يتم بالكلام وإنما بإعادة توزيع الثروة، عن طريق نظام واضح لتوزيع الدعم ليصل إلى الفقراء والمستحقين، ونظام عادل للضرائب، وبرامج محددة لإنهاء الفقر فى الريف والعشوائيات، وإعادة توزيع الثروة.
بعض المرشحين يقدمون نفس خطاب مبارك الذى كان يزدحم بالوعود الكاذبة، ويساند الفساد والاحتكار، وها نحن أمام مرشحين ينتمون لنظام مبارك ويتحدثون مثله بوعود كاذبة، أو يغلفون وعودهم بخطاب عاطفى أو دينى يداعب مشاعر الناس، وكلاهما يستخدم الرشوة والكذب ليركب السلطة، لا تنتظروا الرئيس المعجزة ولا تصدقوا المرشح مسيلمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه على
خليك راجل
خليك راجل وقول مرشح الاخوان د مرسى
عدد الردود 0
بواسطة:
Saleh
إنت عايز إيه بالضبط
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي
لا
لا مسيلمة الا انت
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد من الناس
تصدق انك فاضي
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
medhat mostafa
عواد باع أرضه
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
البسطاء لا يصوتون
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة
عدد الردود 0
بواسطة:
mostafa
الى رقم ا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حميد
الكاتب يريد مرشح يقول للناس هخرب بيوتكم لو انتخبتوني وهخلي عيشتكم مطينة بطين
ربنا يهدي وان شاء الله مرسي كسبان
عدد الردود 0
بواسطة:
owdy81
يوميات أودي المصراوي