د. بليغ حمدى

تسمحلى أشتغلك؟!

السبت، 19 مايو 2012 09:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ يومين غيرت زوجتى رأيها فى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وقررت ألا تعطيه صوتها فى انتخابات الرئاسة، وقررت أن تنتخب الدكتور والمفكر الإسلامى والفقيه الدستورى محمد سليم العوا لما تمتع به الفترة الأخيرة من قوة وصراحة وبرنامج واضح وجلى وأنا من أشد المعجبين به مفكراً ومنظِّراً، وربما قبيل موعد الانتخابات سأنجح معها فى تغيير وجهة نظرها لكى تمنح صوتها للفريق أحمد شفيق بغض النظر عن هوس الاتهام المحموم بالفلولية والخيانة وموقعة الجمل والانتساب للنظام السابق وغير ذلك من الاتهامات التى تسعى أن تطوله لكنها تنمحى على عتبة متهالكة، رغم أننى أعترف مسبقاً بأننى قد لا أفلح فى ذلك لأنها ربما ستقرر نهائياً بأنها تنتخب مثلاً المرشح المحترم خالد على الذى سيفوز لو ترشح فى الفترة المقبلة إن شاء الله.

وحينما تبادلت أطراف الحديث معها بشأن تغير موقفها السياسى تجاه الدكتور عبد المنعم ذكرت لى نفس الأسباب التى أسمعها ليل نهار من الأصدقاء والزملاء فى العمل والشارع من وأنه بالفعل بدأ يخسر أصوات أنصاره بفضل تصريحاته المتضاربة والتى لا تتوافق مع تاريخه، بخلاف الدكتور العوا الذى بدا وحيدا مثل سبارتاكوس محرر العبيد يقاتل ويناضل وحيداً منفرداً وظهر هذا بوضوح فى علو نبرة صوته فى مساجلاته الفضائية.

وهناك اعتراف لدى حينما بدأت منذ أسبوع ممارسة حرفة التجول على مقاهى مصر المحروسة لمطالعة ورصد انتماءات الناخبين، هذا الاعتراف يعلمه كل المصريين باختلاف انتماءاتهم وتباين أيديولوجياتهم وهو أنهم سيدعمون المرشح طبقاً للكاريزما التى يتمتع بها وليس وفقاً لبرنامجه الانتخابى لأننا باختصار واختزال شديدين لا طاقة لنا بتفنيد البرامج الورقية والخطط لما عانيناه من وعود ورقية فارغة من التخطيط أيام النظام السابق لا سيما فى السنوات العشر الأخيرة.

كما أننا بطبيعة الحال لا نقرأ ولا نكترث بالقراءة أساساً لذلك أصبحنا نتحدث أكثر من أن نقرأ أو نكتب أو نستمع، لذا فحكمنا على المرشح كان من خلال شخصه لا برنامجه، ووضح الأمر جلياً فى عقول وأذهان المرشحين أنفسهم وشعاراتهم الانتخابية وألوان الدعاية الخاصة بهم، ووجد علماء النفس والتربية الذين فشلوا أكاديمياً فى جامعاتهم باللحاق بالنظم العلمية العالمية فرصة سانحة لممارسة عقدهم الشخصية فى تفسير وتحليل الألوان المصاحبة لحملة كل مرشح من باب التفاهة والفراغ ودغدغة مشاعر المشاهد الذى أصبح جسداً بلا عقل لأنه بات مؤهلاً لتغيير رأيه أو تدعيمه عن طريق إملاءات غيره وإسقاطاته النفسية.

وحينما استقرأت الشعارات الخاصة بكل مرشح بدءاً من (النهضة) الخاص بالدكتور محمد مرسى الذى يصر أعداؤه على إضفاء لقب (الاستبن) عليه وهو لقب أرفضه رغم اختلافى الفكرى معه ومع فكر الجماعة نفسها التى لم يتحدد موقفها القانونى والشرعى حتى لحظة الكتابة، مروراً بشعارات مثل (أد التحدى) ولا أعرف معنى كلمة (أد) هذه التى كانت لا ينبغى أن تصدر من قامة فكرية يمثلها الأستاذ عمرو موسى، أو شعارات مثل (واحد مننا) على أساس أن السيد حمدين صباحى من مصر ونحن من إسرائيل أو كمبوديا.

وشعارات مثل (بالعدل) وليس بالعقل الخاص بالمفكر الدكتور سليم العوا، وشعار (مصر القوية) المرتبط بحملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رغم أن مصر قوية به أو بغيره ولم ولن يضعفها نظام سابق أو فلول أو عسكر أو إخوان أو أى فصيل سياسى أو دينى.

كل هذه الشعارات جعلتنى أفكر أننى لو قدر لى أن أخوض انتخابات رئاسة الجمهورية فى المستقبل إن شاء الله وأذن وهذا ليس فى تفكيرى من الأساس لضخامة مصر وأمانة المسئولية، أن أختار شعاراً انتخابياً يكون بمثابة المفتاح السحرى للوصول إلى قلب وربما عقل المواطن المصرى.

هذا الشعار هو (تسمحلى أشتغلك؟)، وهو بالفعل شعار كفيل بالفوز عن طريق التزكية فى أية انتخابات، فمرة سأقول أننى سأطبق الشريعة الإسلامية التى هى مطبقة فى مصر، ومرة سأدعم فكر الليبراليين واليساريين الذين سألعنهم أيضاً فى مكان آخر، وحينما أمر على مسجد الإمام الحسين (رضى الله عنه) سأعلن أنى من المنتمين للطرائق الصوفية بل وسأنتسب إلى إحداها معلنا أن أبى وجدى كانا من أقطابها أيضاً.

وطبعاً لن أغفل أننى ناصرى الفكر والتكوين رغم أننى ولدت فى حرب السادس من من أكتوبر، ولكن هذا الانتماء سيعطى انطباعاً قوياً عنى بأنى نصير الفقراء والمحتاجين، وختاماً سأستغل المنحة الإلهية التى أنعمها الله على بأننى حججت إلى بيت الله الحرام مرتين وهذا سيمنحنى فرصة لصق لقب (الحاج بليغ) قبل اسمى فى بوسترات الدعاية.

وساعتها الحمد لله سأنجو من ألقاب كثيرة ستلتصق بى مثل الفلول والإخوانى والليبرالى والعلمانى والناصرى والصحفى والسلفى والدكتور والاستبن لأننى باختصار: هاشتغلك!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة