المرشحون للرئاسة ونقاط القوة والضعف (٢ - ٢)

نستكمل فى هذا المقال محاولة قراءة نقاط قوة وضعف المرشحين المميزين فى الانتخابات الرئاسيه المقبلة، وكنا قد بدأنا فى المقال الماضى بالمرشحين الإسلاميين الأبرز ونتناول فى هذا المقال أربعة مرشحين هم: السيد عمرو موسى والفريق أحمد شفيق والسيد حمدين صباحى والسيد خالد على، ولنبدأ بالسيد عمرو موسى والذى تضعه كثير من الاستطلاعات على رأس السادة المرشحين فى تفضيلات الناخب المصرى، وللسيد عمرو العديد من المميزات أولها الخبرة الطويلة فى المجال السياسى والدبلوماسى وهى خبرة لا يضاهيه فيها أحد من المرشحين الآخرين، وهذه الخبرة نتاج عمل طويل ومناصب كبيرة وكثيرة وهو الأمر الذى أيضا أكسبه كتلة هائلة من العلاقات الخارجية والداخلية وهو ما قد يعول عليه كثيرا عمرو وناخبيه فى حل العديد من الأزمات والإشكاليات التى تحتاج إلى مساعدة دول وقوى خارجية وخاصة على المستوى الاقتصادى، ضف إلى ما سبق أن عمرو موسى لم تصبه خلال تاريخه أى اتهامات بالفساد والطغيان، بل له تاريخ حميد إلى حد بعيد خلال إدارته لملف العلاقات الخارجية خلال العقد الأخير من القرن الماضى، كما لعمرو موسى قدرة كبيرة فى إحداث حالة من التوازن فى العلاقة مع البرلمان بأغلبيته الإسلامية والمجلس العسكرى والعديد من القوى المدنية، نقطة أخيرة أحسبها إحدى أهم نقاط قوة موسى ألا وهى شعور الكثير من القطاعات المجتمعية المتخوفة من الإسلاميين والرافضة للخضوع لسيطرة إسلامية أن موسى هو المرشح المدنى الأقوى والأكثر إمكانية لمواجهة الإخوان. ومن ناحية أخرى للسيد موسى العديد من نقاط الضعف أولها السن فالسيد موسى هو أكبر المرشحين سنا وهو الأمر الذى يعطى مؤشرات سلبية على أساس أول انتخابات بعد ثورة أطلقها الشباب أن يكون رئيس الجمهوريه فى منتصف العقد الثامن ممن العمر، نقطة أخرى هى كون موسى وزيرا للخارجية فى عهد مبارك لعقد كامل وهو الأمر الذى يراه البعض فى أسوء الأحوال أحد فلول النظام وفى أحسنها شخص لم يأخذ مواقف واضحة لنظام ربما هو كان رافضا لنهجه وسياساته، نقطه أخيرة فى نقاط ضعف موسى وهى متمثلة بوجود شعور عن العديد من القطاعات أن موسى لا يعرف ما يعانى منه المواطن على أساس أن موسى كان منتميا إلى طبقة ونخبة لم تتواصل بشكل كافى مع أبناء مصر.

المرشح الآخر هو شفيق والذى أراه ينفرد وسط السادة المرشحين بأنه يحظى بقدر من نقاط الضعف لا يحسد عليها أولها أنه آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك أى أنه الشخص الذى وثق به مبارك فى وقت فقد الشعب فيه الثقه فى مبارك ذاته، كما أنه فى عهده حدثت موقعة الجمل الشهيرة والتى مازال دور شفيق فيها محل تساؤلات قانونية وشعبية وحتى فى أفضل الأوضاع هو مسئول عنها سياسيا. مع هذه النقاط توجد نقطه أخرى وهى أن شفيق ذو خلفية عسكرية وهو الأمر الذى عانت منه مصر منذ يوليو ١٩٥٢، أما عن نقاط القوه فتكمن فى الدعم الذى يلقاه شفيق من بقايا الحزب الوطنى والتى تملك خبرات انتخابية كبيرة لم تفدها فى انتخابات البرلمان وربما تفيد شفيق فى ظل تراجع شعبية الإخوان إثر ممارسات أعادت لأذهان كثير من الناخبين ممارسات الوطنى المنحل.

أما صاحب شعار واحد مننا "حمدين صباحى" يمتاز بالتاريخ النضالى الكبير وهو ما ظهر جليا خلال البرلمان دورة (٢٠٠٥ - ٢٠١٠) ، ضف على ذلك قرب حمدين من الناس والاهتمام بهم وهو ما يظهر حتى من شعاره الانتخابى، يضاف لهذا كله دعم الكثيرين من قوى الثورة لحمدين والتى لا تريد التصويت لمرشح إسلامى مما دفعها للنظر لحمدين على أساس أنه مرشح مدنى ثورى. إلا أنه فى ذات الوقت لحمدين العديد من نقاط الضعف أولها صعوبة التواجد فى الأماكن النائية فى مصر والتى لم يكن يملك من المال والإمكانات لتحقيق هذا الوصول، بالإضافة لعدم وجود كتل رئيسية تدعمه وأخيرا تبنى حمدين توجهات اقتصادية تبدوا مخيفة لبعض القطاعات العالق فى ذهنها التجربة الاقتصادية الناصرية والتى يفخر حمدين بالانتماء لها. مرشحنا الأخير هو خالد على أضعر المرشحين وأكثرهم حيوية وانتماء للثورة وأحد أكثر المدافعين عن العمال والنشطاء السياسيين وتكمن نقطتى قوة خالد فى شبابه وتاريخه النضالى وأخيرا الثورة، وإن كان يعيبه الجنوح اليسارى فى التوجه الاقتصادى بشكل أصبح مخالفا للمنظومة العالمية والتى شئنا أم أبينا نحن هو جزء منها وأخيرا وليس آخرا ضعف الإمكانات المالية لخالد.