مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحب أن يمسك المرشحون للرئاسة العصا من المنتصف فى علاقتهم مع اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار فاروق سلطان، فبعض المرشحين يؤمنون باللجنة العليا، ويتعاونون معها بكل جدية أول النهار، ثم يكفرون بها آخره.. على سبيل الاحتياط، ويدور فى الكواليس، وفى التسريبات السياسية للإعلاميين تشكيك سابق التجهيز فى عمل اللجنة، وتطلق بعض الحملات الانتخابية تصريحات تحذيرية من تزوير الانتخابات، دون أن تكشف للناس ما إذا كان الشك يحيط باللجنة العليا نفسها، أم بالمجلس العسكرى الذى يدير البلاد، أم برجال القضاء فى اللجان الفرعية، وعلى الصناديق فى كل محافظات مصر.
أنت تفهم طبعاً.. أن هذه التحذيرات الاستباقية تستهدف ترتيب أوراق المعركة السياسية لحفظ ماء الوجه للمرشحين الراسبين فى الجولة الأولى، وتفهم أيضاً أن المعركة السياسية تزداد سخونة بحوارات التزوير الانتخابى، ولكن يجب أن نفهم أيضاً أنه من الرجولة، ومن الحرص على مصر أن يخرج كل من يشك فى اللجنة، أو فى المجلس العسكرى، أو فى القضاة، أو فى إجراءات الفرز، ليعلن معلوماته من الآن، وقبل موعد الاقتراع، لا أن ينتظر حتى تظهر النتائج النهائية، فإذا نجح كانت الانتخابات نزيهة، وإذا فشل كانت الانتخابات مزورة.
البرادعى- مثلاً- قدم نموذجاً فى رفض اللعبة بكل قواعدها، وانسحب من السباق، ورغم اختلافى مع نظريات الانسحاب المتكررة للدكتور البرادعى، فإن الموقف يستحق الاحترام إجمالاً، أما أن تنجح فتهلل فرحاً، أو تفشل فتصرخ من التزوير.. فهذه حيلة لا تتناسب مع تعقيدات المرحلة الحالية، ولا مع حلم مصر بالخروج من دوامات المرحلة الانتقالية.
كل المرشحين الآن عليهم فرض الإجراءات التى يرونها مناسبة لتأمين الانتخابات من التزوير، وكل المرشحين عليهم مطالبة اللجنة العليا والمجلس العسكرى بكل الاحتياطات المناسبة لتبديد المخاوف، إن كانت هذه المخاوف حقيقية وليست سياسية، وكل القوى السياسية الآن عليها المشاركة فى حماية هذه الانتخابات من التزوير، أو من اللعب فى الأرقام والنتائج إن كانت معلوماتها تشير إلى هذا الاحتمال، فنحن كمواطنين لا نحلم بشىء أكثر من تداول سلمى للسلطة، ونتمنى من الله أن يكون انتخاب الرئيس عنواناً لمرحلة جديدة من الاستقرار والنمو، وليس انجرافاً نحو أعاصير سياسية جديدة من التشكيك فى كل القضاة، وفى كل القوات المسلحة، وفى كل إجراءات الانتخابات، وفى كل شىء.
مصر الآن تريد البركة فوراً أو اللعنة فوراً.
مشاركة