عادل السنهورى

هوس المواقع الإباحية

الإثنين، 21 مايو 2012 10:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أول قضية شغلت اهتمام السادة أعضاء لجنة النقل والمواصلات فى مجلس الشعب هى قضية حجب المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، واعتبارها قضية حياة أو موت للجنة وأعضائها، ولم نسمع عن أى نشاط آخر للجنة منذ تشكيلها إلا الحديث عن حجب المواقع، وتشكيل وفد لزيارة دولة الإمارات للاطلاع على تجربتها.

اللجنة لا ترى أن هناك قضايا أكثر أهمية وحيوية فى مصر سوى إعلان الحرب على المواقع الإباحية واعتبرتها قضيتها الأولى والأخيرة مهما كانت التكلفة التى ستتحملها ميزانية الدولة فى قضية لم تعد تشغل بال أحد ولم تعد غالبية الشباب تهتم بها، وإلا ما استطاعوا توظيف وسائل الاتصالات الحديثة فى الحشد للقيام بثورة شعبية ينظر إليها الكثيرون على أنها ثورة الفيس بوك والتويتر ومواقع التواصل الاجتماعى الأخرى. فالشباب الذين تخشى عليهم اللجنة من المواقع الإباحية تجاوزوا بكثير تلك المرحلة ونضجوا وشبوا عن طوق الوصاية والحجب، والتى تأتى لجنة النقل والمواصلات بالمجلس الموقر وبأعضائها المنتمين للغالبية العددية فيه لإظهار الخوف والحرص على مستقبل الشباب من تلك المواقع المدمرة للأخلاق العامة فى المجتمع.

وكل تجارب الدول التى مارست سياسة الحجب سواء على المواقع الإباحية أو السياسية أو الاجتماعية لم تنجح فى منع الشباب من فك شيفرة تلك المواقع ولو كان ذلك من باب «الممنوع مرغوب»، خاصة أن الأجيال الحالية تمتلك الخبرة الكافية فى التعامل مع التقنيات الحديثة وعلوم التكنولوجيا.

وكنت أرجو من السادة أعضاء اللجنة قبل شغل الرأى العام وشغل أنفسهم بالقضية تقديم إحصائية حقيقية عن عدد رواد تلك المواقع حتى يمكن تحديد مدى الخطورة التى تستدعى عقد اجتماعات وتشكيل لجان ووفود لحجب المواقع التى ستكلف الدولة ما بين 7 إلى 8 ملايين جنيه يمكن أن يتم رصدها لرصف طريق أو شراء أتوبيسات عامة أو صيانة قطارات وغيرها من الأمور التى تهم الناس وتمس حياتهم اليومية.

اللجنة الموقرة لم نقرأ فى أجندتها مشروعات أو خطط لتطوير شبكة المواصلات والطرق المتهالكة فى مصر وتطوير شبكة السكك الحديدية إذا كانت فعلا هى لجنة مختصة بالنقل والمواصلات.

أعضاء اللجنة لديهم إصرار على المضى قدما فى الحرب رغم رأى الخبراء والمتخصصين فى عدم جدوى التجربة.. لكن نقول إيه فى الهوس..!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة