فى نهاية الأسرة السادسة فى الدولة المصرية القديمة حكم مصر حاكم فاسد لعدة عقود يقول بعض المؤرخين إنه «بيبى الأول»، وقد بلغ الفساد والاستبداد فى عهده مبلغاً جعل المصريين ينامون ويحلمون بزوال اسمه وصاروا يتندرون عليه ويطلقون النكات، خصوصاً بعد أن انتشرت الرشوة فى كل أوصال الدولة وعز القوت وصارت فئة معينة من المحيطين بالحاكم وأسرته وأولاده هم الذين يتحكمون فى البلاد والعباد، ومن يقترب منهم يعش فى رغد ومن يغضبوا عليه يطرد من جنتهم للجحيم.
وكان الطاغية ينشر جنوده ومخبريه فى كل مكان ليقبضوا على كل معارض ويقطعوا أيدى وأرجل كل من يجأر بالشكوى، وانتشر الفقر والجهل والمرض وصار بيبى الأول مثلاً لكل حاكم ديكتاتور أهمل شعبه وسحقه وأذل عنق المصريين.
وذات يوم حدثت المعجزة عندما قبض جنود الفرعون الظالم على شاب بتهمة أنه اعترض على سياسة الفرعون وأعلن غضبه أمام العامة وأمسكوا بالشاب ومزقوه وقطعوا أطرافه، وتلك كانت القشة التى قسمت ظهر دولة الفرعون، ثار الناس وتجمعوا فى كل مكان على النيل والأقاليم من شمال مصر لجنوبها، ودخلت البلاد فى فوضى حيث صار لكل إقليم عصابة تحكمها وتروع الناس، وتمنى الناس ساعتها عودة الفرعون الظالم باستبداده أفضل من قطاع الطرق واللصوص الذين كانوا دمويين، وكانوا يغتصبون النساء فى عرض الطريق.
وهنا اجتمعت النخب المصرية فى كل الأقاليم وقرروا انتخاب واحد من كل إقليم ليترشح من بينهم واحد يختاره المصريون ليحكمهم، وقد وصل عدد الذين تم من بينهم الاختيار إلى سبعين مصرياً، ولأول مرة اختار المصريون رجلاً بإرادتهم هو أمنمحات الأول الذى حكم بالقانون الذى أسماه قانون العدل، وقضى على الفساد والرشوة ونظم الاقتصاد والزراعة وقضى على الغلاء والاحتكار، وكتب المؤرخ والحكيم تحوت يقول عن امنمحات الأول إنه أعاد روح مصر إليها وأعاد الحياة للمصريين.
أعتقد أنه لا فرق بين حكم بيبى الأول الديكتاتور الذى استبد بالسلطة لعقود طويلة هى أطول فترة فساد فى تاريخ مصر القديم وبين حسنى مبارك، فهل يضيف علينا الزمان بأمثال أمنمحات الأول الحاكم العادل الذى أعاد لوجه مصر حضارته ومدنيته، وازدهرت فى عهده كل أنواع الفنون والإبداع وأعاد روح مصر إليها.
أيها المصريون انتخبوا أمنمحات الأول وانبذوا العنف والفتنة، إنه وطن فاعطوا صوتكم لمن يستحقه ليحكمنا من يعرف قدر مصر وشعبها..!