أكرم القصاص

لا تنتخبوا حسنى مبارك

الأربعاء، 23 مايو 2012 07:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما خرج المصريون ليسقطوا نظام مبارك لم يكونوا يقصدون الإطاحة بفرد، أو أن يرحل مبارك ويبقى نظامه، يطيحون بالحزب الوطنى المحتكر ليستبدلوه بحزب أو فرد محتكر آخر، بل كانوا يريدون إقامة نظام عادل يكون الجميع فيه أمام القانون سواء، أن ينتهى حكم الفرد وتابعيه إلى نظام يشارك فيه الجميع، وأن يكون هناك فصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية والقضاء، وألا يكون الرئيس الفرد قائدا للبرلمان والحزب الحاكم والحكومة، أو يكون رئيس مجلس الشعب تابعا لشخص أو حزب، كان احتكار السلطة والثروة هو العنصر الأهم فى إشعال الثورة التى شارك فيها الشعب كله.

والنظام السابق ليس حسنى مبارك فقط أو جهاز مباحث أمن الدولة والحزب الوطنى، النظام السابق هو طريقة إدارة وتفكير تستبعد المواطنين وترفض الاعتراف بحق الآخرين فى أن تكون لهم وجهات نظر مختلفة، وتمنع الناس من إبداء رأيهم أو امتلاك حرية الانتقاد والنقاش.. كما أنها تعمل لصالح عدد محدود من المستفيدين والمحتكرين.

النظام السابق كان يعتبر نفسه هو فقط الصواب وممثل المصلحة والباقين «مش فاهمين»، ولا يعرفون مصلحتهم، وكان يعتبر كل من ينتقد أو يعترض مندساً يعمل لصالح جهة أجنبية.

الآن نرى نفس الطريقة تسود الرغبة فى احتكار كل المؤسسات، والتعامل مع الانتخابات ليس على أنها فرز للأفضل لكن على أنها حرب مع أعداء يجب قتلهم وتصفيتهم وإنهاء وجودهم.

نفس الاتهامات ونفس الخلط والتداخل بين السلطات، والرغبة فى الاحتكار والإقصاء، هذه المفاهيم لاتزال تعشش بيننا، حيث بعض التيارات تعتبر نفسها ميزان الحق والصواب والباقين مش فاهمين.

اليوم يتوجه المصريون لاختيار رئيس من بين 13 مرشحا، كل منهم يختار مرشحا يصوت له، هناك مرشحون يشبهون النظام السابق فى الشكل والملامح وطريقة التفكير، لكن هناك مرشحون يشبهون نظام مبارك فى طريقة التفكير، ومرشحون لم يشاركوا النظام السابق لا فى السلطة ولا فى الثروة ولا فى الفساد.

وعندما نختار فإننا لا نريد إعادة نظام مبارك بل نريد أن نبدأ مرحلة انتقالية تعود فيها مصر للمصريين وليس لحزب أو تيار أو جماعة.

لقد أصبح عندنا مجلس للشعب لم نر منه سلطة تشريعية، ومازلنا نشاهد الخلط بين التشريع والمصالح الخاصة.

عندما نرى رئيس مجلس الشعب يوقف عمل البرلمان فى وقت دقيق، لينضم هو ونواب الأغلبية إلى دعاية مرشح جماعته وحزبه، نرى شبح النظام السابق ماثلا، وشبح الاحتكار والإقصاء والخلط يعود إلينا. الخوف من فوز فلول نظام مبارك يرافقه خوف من إعادة إنتاج نظام مبارك، وحزبه الوطنى ومجلس شعبه، أن يختفى مبارك ليحل مكانه مبارك آخر، ويذهب حزب ليحل محله حزب، يرحل محتكر ليأتى مكانه محتكر.. سنعود لنرى سرور وزكريا وعز وجمال وأمن الدولة بوجوه أخرى ونفس السياسات، لنعود ونقول: لا تنتخبوا حسنى مبارك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة