تجرى اليوم الانتخابات الرئاسية وبورصة الأصوات ترتفع وتنخفض، والمال يتدفق فى اتجاهات مختلفة والاتصال الجماهيرى المباشر وغير المباشر يلعب أكبر الأدوار، والرهان الأساسى فى كل الحملات يراهن على غرائز البسطاء ولا يتعرض لعقولهم، واستخدام سلاح الدين يتقدم يوما بعد يوم وآيات الذكر الحكيم والإنجيل المقدس تختلط بخطابات أغلب المرشحين، والمصطلحات المرتبطة بالفكر الدينى تحكم الموقف مثل «البيعة»، «الغزوة»، وأصحاب المصالح من رجال النظام الفاسد البائد يتقدمون الموقف، ويبذلون الغالى والرخيص دفاعا عن مصالحهم التى تقضى بأن تكون معركة الرئاسة «حياة أو موت»، ولجنة السياسات المنحلة وفرق من مباحث أمن الدولة السابقة وكبار موظفى الدولة يبثون الشائعات التى تدغدغ من مشاعر العامة حول مخاوف مشروعة للأقليات الدينية والعرقية والثقافية من خطابات وتصرفات جماعات الإسلام السياسى من جهة ومن الانفلات الأمنى من جهة أخرى.
ويوهمون أبناء تلك الأقليات أن الجنرال هو المخلص، وسوف يقوم بعد فوزه بـتأديب جماعات الإسلام السياسية والبلطجية ويعيد دولة مبارك وعائلته للحياة، وبعيداً عن أوهام الجنرال وأتباعه فإن جماعة الإخوان السياسية بعنجهيتها ورغباتها الغريزية فى «التكويش» وخطاباتها المخيفة هى التى لعبت الدور الأكبر فى إعطاء قبلة الحياة لمرشحى النظام السابق، وليأذن لى النائب الشريف عصام سلطان أن تكرار هجومه غير المدروس على الجنرال أكسبه شعبية لدى الخائفين من أبناء الأقليات، حيث إن تكرار الرسالة الإعلامية وفشلها فى إحباط تقدم الجنرال، أو تستر النائب العام عليه وعدم التحقيق معه أدى إلى أن العامة باتوا يتصورون أن الجنرال مسنود أو أنه مسنود وقوى. وهو الوحيد الذى سوف يعيد الأمن والأمان، ويقوم نواب جماعة الإخوان المسلمين بارتكاب الخطأ تلو الآخر الذى يصب فى صالح مرشحى النظام السابق، فالتأخير فى إصدار القانون الشهير باسم «العزل» جعل كثيرين يدركون أنه موجه ضد الجنرالات مما أكسبهم تعاطفا أكثر وأعطى انطباعاً للعامة والأقليات أنهم أقوياء وقادرون على قمع الثوار والإسلاميين، وإلا لماذا لم يتركوهما يدخلان الانتخابات ثقة فى اختيار الشعب؟!
وعلى الجانب الآخر أعطى هذا القانون الكسيح مزيداً من الشعبية للمرشح عمرو موسى، حينما أزاح رقاب الوزراء من أمام سيف القانون فاكتسب المرشح عمرو موسى مشروعية ثورية، هذا التخبط الذى وصلت ذروته فى هذا التوقيت غير الموفق فى إعلان مشاريع قوانين مثل قانون اللجنة التاسيسية للدستور الذى أعطى انطباعاً بأن الإخوان المسلمين يتحدون القضاء.
كل تلك الرعونة فى أداء الأشقاء الإسلاميين صبت فى صالح الجنرال والدبلوماسى، ولكن على الجانب الآخر زادت من شعبية المرشح الفقير المناضل حمدين صباحى، فخلال جولاته بالصعيد من المنيا إلى الأقصر فى الأسبوعين الأخيرين، رأيته بأم عينى فسمعت بأذنى قطاعات كبيرة من الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى، ونوبيين ومسيحيين، يبتعدون عن مرشحى الإسلام السياسى ومرشحى النظام السابق، ولم يعد ينطلى عليهم الشائعات حول قوة الجنرال أو قدرة الدبلوماسى على إعادة الاستقرار، لقد شاهدت رهباناً وراهبات، مشايخ، مثقفين، عمالا، فلاحين، يؤيدون المرشح حمدين صباحى فأضم صوتى لهم، نصر الله حمدين وحفظ مصر من سندان النظام السابق ومطرقة الإسلاميين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رحاب
وانا معك
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو يحيي المصري خطاب
هو ده الصمت الانتخابي بعينه
وان شاء الله مرسي كسبان
عدد الردود 0
بواسطة:
منى
محتاجين لم شمل الشعب
عدد الردود 0
بواسطة:
Se7s
هنتخب بكرة حمدين بأذن الله
والله
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed ali
الصعيد كله معاك يا صباحي
كلنا صوتنا لصباحي .. الصعيد كله معاك ياصباحي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
مصرى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود الصعيدى
كلمة حق
عدد الردود 0
بواسطة:
me
الدمعة فرت من عيني
عدد الردود 0
بواسطة:
قدرى محمد
بمشيئه الرحمن
عدد الردود 0
بواسطة:
الفارس المنقذ
رئاسته لن تطول