سامح جويدة

«الهونجا» أو الموت

الأحد، 27 مايو 2012 04:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب لك دائما من الماضى.. فبيننا يوم أو يومان لزوم الطباعة والنشر، لذلك لا تنتظر أن نتحاور فى نتائج الانتخابات، لأننى لست متأكدا بعد، ولكن مقولة صديقى محمد البرغوتى مازالت ترن فى أذنى: «نحن مخيرون بين الطاعون والكوليرا».. قالها منذ شهور فى إحدى الفضائيات، ولم تعجب الكثيرين رغم أنها بهرتنى بدقة وصفها، واستنباطها للموقف، والآن- غالبا- يتحقق ما قاله البرغوتى جهرا، فعليك أن تستخار وتختار، بين السقوط فى الهاوية أو الرجوع للنار. وفى نكتة قديمة تاه اثنان فى غابة، وسقطا فى يد قبيلة متوحشة، خيرتهما بين الخازوق أو الإعدام «الهونجا أو الموت»، فاختار أحدهما الإعدام متكبرا فحكموا عليه بـ«الهونجا» حتى الموت.. تبدو نكتة «أوفر»، ولكننا فى زمان نختار فيه بين اللحية أو البلوفر، وكلاهما لا يطاق فى هذا الحر، فلا تنتظر نسيم الحرية طوال فصل الربيع أو الصيف، أو الفترة الرئاسية القادمة. فالمعارض هنا متآمر أو كافر، وعليه الاختيار بين الإعدام أو «الهونجا». نصيحة مخلصة «خليك فى البيت» والموضوع كله موسم تشريعى واحد بأربع سنين يفوتوا هوا مع المسلسلات التركية. أقترح عليك أن تبدأ بـ«حريم السلطان» فهو الأقرب لواقعنا السياسى، فكلنا «ولايا»، أو ارجع إلى الماضى لتفهم قصة «العشق الممنوع» علك تفك طلاسم علاقة الأغلبية بالحزب الوطنى والإخوان، وهناك مسلسل «فاطمة» التى أحبت وتزوجت من شارك فى اغتصابها، رغم أن إحسان عبدالقدوس بكاها من قبل فى «المأساة اسمها فاطمة».

الواضح هنا أن فاطمة «بوشين»، اقعد وفكر فى موضع فاطمة، وليه كانت مصرة على «لا»، ورجعت قالت «آه»، وهل الـ«آه» هنا موافقة أم ماذا بالضبط؟.. ركز فى تفاصيل المسلسل، وافهم أن المخرج لا يظهر على الشاشة، ولكنه يجبرك على تصديق الأحداث، لذلك ففى الإعادة إفادة فى المسلسلات، ولكنها قد تكون إبادة فى الانتخابات، لأنك محصور بين الحزب الوطنى والإخوان، والحرية ليس أن تفعل ما تريد بل ألا تفعل ما لا تريد، فإذا صدق الظن ودخلنا على إعادة بين الطرفين «لاحظ إنى بكلمك من يومين» فاذهب إلى صندوق الانتخابات، ولا تختر أيا منهما، واكتب اسم مصر، سيعتبرون صوتك باطلا، رغم أنه هو الحق، فنحن فى زمان يلبس فيه الباطل رداء الحقيقة، لتظل الحقيقة عارية لا يسترها أحد، فلا تخجل منها، واعترف بأن الثورة ليست فى خلع نظام فاسد، بل فى تعليم الشعب كيف يعيش بلا فساد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة