شكر خاص لأبوالفتوح وحمدين اللذين فتتا أصوات شباب الثورة، وشكر خاص لأقباط مصر الذين كان لهم دور كبير فى تقدم أحمد شفيق، وشكر خاص للإخوان الذين أفسدوا ثورتنا، وأثبتوا صحة مقولة المفكر الكبير صبحى صالح: لو رشح الإخوان كلبا لانتخبه الناس!، وأخيرا كل الشكر للأقلية الفلولية التى غمست يدها فى دم الشهيد لتختار قاتليه.
نتائج الانتخابات تؤكد أن الثورة لم تصل إلى الدولة العميقة ولا المجتمع العميق، فهى لم تغير أوهام احترام الدولة والخوف منها، إلى درجة التقديس، فقطاعات واسعة انتخبت شفيق لأنه يجسد الدولة، ولم تغير الثورة من إيمان رجال الدولة بأنهم فوق الجميع، وأن الدولة ليست لخدمة الناس بل لحفظ الأمن والاستقرار! بينما الدولة يخلقها الشعب ويغيرها، وتعمل أساسا لخدمة الشعب، مصدر كل السلطات.
أيضا الثورة لم تغير المجتمع العميق فى قرى ونجوع الدلتا والصعيد والعشوائيات، حيث تسكن الأغلبية، أهالينا هناك فريسة سهلة لتجار الدين وعمليات شراء الأصوات، ظلوا كما عاشوا لعشرات السنين والأجيال محاصرين بالفقر والأمية والتفسيرات الضيقة والطائفية للدين، ولاشك أن فك هذا الحصار وإيصال الثورة إلى عمق مجتمعنا مسؤولية السادة الثوار والمثقفين، فالخطاب التليفزيونى الملون وبرامج التوك شو لا تكفى.. لابد من التواصل الحى معهم ومساعدتهم ماديا وثقافيا.
الثورة وصلت إلى المدن والمناطق الحضرية التى منحت أصواتها لمرشحى الثورة المتصارعين حمدين وأبوالفتوح. لكن تأثيرها ما يزال محدودا بدليل تصويت معظم الأقباط لشفيق ربما لأنهم خائفون ليسوا كمواطنين وإنما كأقلية، أو لأنهم تمسكوا بتبعيتهم السياسية للكنيسة، وللأسف يبدو أن الأخيرة أصرت على أن تتعامل كقيادة روحية وسياسية للأقباط كأقلية تنتخب على أسس طائفية.
الثورة وثقافة التغيير لم تنتشر أو تتعمق لأنك مثلى حائر لمن ستمنح صوتك لشفيق أم لمرسى؟ إذا كنت من الفلول فإن مشكلتك محلولة، وإذا كنت من الإخوان فلا مشكلة لديك، لكن لو أنك مثلى ترفض شفيق ومرسى، فإن أزمتك ستكون هائلة ومزدوجة، فكيف تنتخب شفيق المسؤول سياسيا وأخلاقيا عن موقعة الجمل، والرجل الذى وافق على سفر وزراء فاسدين وتحويل مليارات الدولارات للخارج، أما الوجه الثانى للأزمة فيتعلق بسياسة الإخوان ومخاطر هيمنتهم على السلطتين التشريعية والتنفيذية والرئاسة بدون أن يمتلكوا رؤية محددة، ما قد يهدد بظهور دولة شمولية على غرار دولة مبارك أو الخومينى.
والحقيقة إنى حائر بين شفيق ومرسى، الأول قد تكون لديه بعض الخبرة وكثير من التكنوقراط الفاسدين، ومرسى ليس لديه وجماعته لا الخبرة ولا الكفاءة، هل أقاطع ولا أشارك فى الجولة الثانية من الانتخابات؟ أم أذهب وأبطل صوتى وأكتب فى ورقة الاقتراح أن الاثنين غير صالحين!! أم هل أستمع لنصائح الثوار وأنتخب مرسى وجماعته باعتبارهم شاركوا فى الثورة لكنهم كانوا أول من خرجوا منها، أم ألتزم بتوصية صديق يرى أن خطر شفيق أهون من خطر الإخوان.
بصراحة أنا حائر وكلما فكرت فى صعوبة الموقف أقول لابد أولا من احترام نتائج الصندوق فى انتخابات نزيهة رغم بعض التجاوزات، ولابد ثانيا من إدانة الدور السياسى للمجلس العسكرى أثناء المرحلة الانتقالية الفاشلة والتى يبدو أنها ستبدأ، ولن تنتهى! فالرئيس بلا صلاحيات أو دستور، والصراع قد يشتعل بين العسكر والإخوان.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
yousf
وهل هذه مقارنة!
عدد الردود 0
بواسطة:
samy
أقسم بالله لو أن بالأخوان راجل ما تركوك الا فى السجن او غرامة تجعلك تلحس البلاط
عدد الردود 0
بواسطة:
المجري
اذا عارضت شفيق اخرتها السجن واذا عارضت مرسي فانت عارضت الله
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد الغر
شكرا لجهلاء مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
بهاء نعيم
*ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب لللتقوى*
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الحق
الحسابة مثل الكتابة!
عدد الردود 0
بواسطة:
شربت من نيلها
رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
Masry
مقال غير موفق وتحليل يثير الفتن يستحق
عدد الردود 0
بواسطة:
حمزه
الي صاحب التعليق رقم 2 و8
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف محمد
فعلا اختيار بائس