حمدين الثابت على المبدأ

بعد أن أصبح حمدين صباحى رقما صعبا فى الانتخابات الرئاسية، تتوجه الأنظار إليه لمعرفة موقفه من انتخابات الإعادة، وبينما يرى بعض ناخبيه أنه من المفيد أن يقبل بمنصب نائب الرئيس، يرى آخرون أن قبوله بعرض مثل هذا سيكون قمة الخطأ.

فى اليومين الماضيين تلقيت اتصالات عديدة تمثل وجهتى النظر، وبالرغم من أن جميعها يتفق على أننا أمام رئيس مصر القادم، إلا أن الكل مشغول بما سيفعله حمدين فى الأيام المقبلة.

وحتى لا يتغول البعض فى الاجتهاد، جاء رأى حمدين القاطع والواضح فى مؤتمره الصحفى أول أمس والذى أكد فيه أنه لن يكون نائبا لأحد، ولن يشارك فى أى مبادرة لتشكيل فريق رئاسى.

موقف حمدين ليس مفاجئا، ويتسق مع أطروحته التى أعلنها أكثر من مرة ودون مواربة فى فترة دعايته الانتخابية، وتمثلت فى أنه يرفض أن يكون رئيس الجمهورية من قوى الإسلام السياسى مع احترامه لها، لأن ذلك سيعنى طغيان اللون السياسى الواحد على مصر، بعد أن حصلت هذه القوى على أغلبية مجلسى الشعب والشورى واحتمال تشكيلها للحكومة بعد انتخابات الرئاسة، وفى حالة استكمال هذه المكاسب بمنصب رئيس الجمهورية سنكون أمام مشكلة كبيرة وهى طغيان اللون السياسى الواحد مما يضر بالتعددية السياسية الموجودة فى مصر، كما أكد أنه لا يمكن أن يكون رئيس مصر من رجال النظام السابق لأن ذلك هو عودة للوراء وإهانة للثورة وشهدائها.

ويحسب لحمدين أيضا أنه كان من أوائل المرشحين الذين طرحوا فكرة المجلس الرئاسى، وفى حدود ما أعلم أن هذه الفكرة لم تلق قبولا من مرشحين آخرين بعد أن تم عرضها عليهم عبر وسطاء كانوا يسعون إلى توحيد الصفوف حول مرشح واحد يعبر عن الثورة، والمثير أن نفس هذا الطرح تقدمه جماعة الإخوان الآن فى محاولة منها لإيجاد صيغة توافق وطنى حول مرشحها الدكتور محمد مرسى.

وبالعودة إلى الموقفين السابقين لحمدين أثناء دعايته الانتخابية، سنتوصل الى أن ما أعلنه فى مؤتمره الصحفى بأنه لن يكون نائبا لأحد، ولن يشارك فى أى مبادرة لتشكيل فريق رئاسى هو سير على نفس النهج الذى حدده من قبل، والذى يؤكد أننا أمام رمز كبير ومحترم لا تغريه المناصب، وإنما يواصل عهده بالثبات على مواقفه المضيئة.