أكرم القصاص

الابتزاز سيد الأدلة

الثلاثاء، 29 مايو 2012 08:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأسهل من البكاء هو التفكير. هى انتخابات تنتهى برئيس يفترض أنه باق لأربع سنوات، لكن الأهم هو الدستور الذى سوف يعيش معنا ويحكم خطواتنا لعقود قادمة، ولم يكتب بعد، ولا يبدو أنه سيكتب فى القريب. الخوف أن تقع الحرب بين المواطنين وبعضهم، حرب تخوين واتهامات، زرعتها نخب مختلفة وتيارات متصارعة طوال شهور، ومازال هناك من يثير ارتباك الناس ومخاوفهم بتحليلات تزيد الطين بلة، ويصنفون المواطنين ويشتمون الشعب لمجرد أن هناك من يختلف معهم فى الرأى، الحرب لم تبدأ اليوم، لكنها بدأت منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذى تحول إلى صراع قسم الناس إلى وطنيين وخونة، ومؤمنين وكفار، بينما الشعب واحد والهم واحد والهدف واحد.

المرارة ليست فى الاختيار، لكنها فى تداعيات الاختيار، من انتخبوا محمد مرسى ومن انتخبوا شفيق كلاهما من الشعب المصرى الذى نعيش معه ويعيش معنا، وقد رأينا كيف تحولت المنافسة بين أبوالفتوح وحمدين إلى حرب قبلية تجاوزت المنافسة إلى الاتهامات.

شاع بعد النتيجة أن من انتخب مرسى هم تنظيم الإخوان ومن انتخب شفيق هم بقايا الحزب الوطنى المنحل، وهؤلاء يختصرون المنافسة فى نفس الفصيلين المتنافسين قبل ثورة يناير، ويتجاهلون 8.8 مليون صوت ذهبت لحمدين وأبوالفتوح.

هناك من يفسر النتيجة طائفياً ومن يفسرها جهوياً وقبلياً، ولا يحاولون قراءة حجم التغير الذى جرى على الأصوات منذ انتخابات مجلس الشعب إلى الآن، ويمثل انقلاباً وبداية لتشكيل الجمعية العمومية للأصوات.

ربما يحتاج الأمر إلى الاعتراف بأننا أمام لعبة سياسية وأطراف تسعى للسلطة وكل منها يوظف كل الأقوال والطرق لكسب الأصوات، ومن يثير الرعب من الإخوان أو من الفلول، بينما الحزب الوطنى نفسه لم يكن له وجود فكيف تكون الفلول أقوى من الحزب؟.

ربما كان على الإخوان أن يقدموا تعهدات معلنة حول التأسيسية والدستور والصلاحيات الرئاسية، وقد يرون أن هناك من يبتزهم والحقيقة أن الابتزاز هو الوصف الأمثل لما يجرى أيام الانتخابات، المرشحون يبتزون الناخبين بالوعود والناخبين يبتزونهم بالمطالب. هناك ابتزاز سياسى بالفلول وبالشهداء. الإخوان يتحدثون عن التوافق وهم الذين ظلوا طوال شهور ينفردون بالقرار ويصرون على وجهات نظرهم. وعندما يطالبهم البعض بتعهدات يتحدثون عن الابتزاز، ناسين أنهم كانت لديهم الفرصة لصناعة التوافق ولم يستغلوها، فتركوا الباب لعودة النظام السابق بسبب العناد والاحتكار. الابتزاز هو لعبة السلطة والسياسة حتى لو رفض البعض الاعتراف. خلال فترة الدعاية الانتخابية نسيت كل الفصائل المبادرات والتوافق والأهداف وانشغلت بالحروب بين القبائل والفصائل ولما ظهر المأزق عادوا ليتحدثوا عن مبادرات. أليس هذا ابتزازا. كان الأجدى أن تكون هذه المبادرات قبل وليس بعد ما جرى. والابتزاز هو عنوان الانتخابات وسيد الأدلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة