كان مفجعا ومؤلما وقاسيا أن أقرأ تعليق أحمد حرارة على إجبارنا على الاختيار ما بين مرسى وشفيق إذا تمت الإطاحة بحمدين فى انتخابات الإعادة، والحيرة هنا واجبة، فها نحن مجبرون على الاختيار ما بين الأكثر الأسوأ والأبشع، ما بين من يتوغل كالسوس ويتوحش كالضباع، وينتشر كالسرطان، جملة ملخصة للوضع الحالى قالها حرارة وكلماته تقطر دمعا: «محتار أختار مين، اللى سكت على ضياع عينى الشمال، ولا اللى سكت على ضياع عينى اليمين؟
مخطئ من يدعى أن الإخوان متمثلون فى مرسى أخف مرارة من الحزب الوطنى متمثلا فى شفيق، ومتآمر من يزعم أن شفيق أرحم من الإخوان، الاثنان - من وجهة نظرى - وجهان لعملة صدئة، إن أمسكتها بيدك أصابتك بالالتهاب، وإن وضعتها فى جيبك ثقبته ووسخته، وإن بلعتها فى فمك أصابك التسمم وامتلأت بطنك بالقيح.
لك أن تحتار وأن تضرب كفا على كف، هل يجوز أن أختار من تلوثت يداه بالدماء وأكل وعاش وتربى على الفساد؟ أم أختار من أكل من أطباق الدماء الذكية وشرب وكان كالشريك المخالف لكل منهج وطنى، هل أختار من يمثل البيادة العسكرية بكل جبروتها وقهرها وإقهارها؟ أم أختار من يمثل عمامة السواد المنسوب زورا للدين بكل تحالفاتها مع السلطان وتدميرها لوعى الأمة وإساءتها لله والوطن واستغلالها لأسمى معانى الحب الإلهى وتوظيفه وقودا فى حطب السياسة القذرة؟ هل أختار من يتخذ الوطنية درعا والجيش ستارا والجهاد الوطنى أداة ليستمر فى طغيانه الأعمى؟ أم أختار من يتلحف بالله ورسوله ويضمر ما يدمر به لحافه متخذا من دين الله وسيلة للاستيلاء على عرق الناس وأقواتهم وعقولهم؟ هل أختار من يتاجر بالدين؟ أم من يتاجر بالوطن؟
هل أختار من أذاقنا المرار طوال ثلاثين عاما؟ أم أختار من يبيعنا فى أقرب فرصة؟ هل أختار من هتفنا ضده؟ أم أختار من هتف معنا بلسانه ثم جلس بقلبه مع أعدائنا؟ هل أختار من اتهمنا بتدمير الوطن والسعى نحو الفوضى إذا لم نرض بالتعديلات الدستورية المشؤمة التى أذاقتنا ما أذاقتنا من ويل؟ أم أختار من اتهم المعترضين على التعديلات الدستورية بالوقوف أمام الله ومحاربة الدين وتلقى التمويلات الخارجية؟ هل أختار من هتفنا ضده «يسقط يسقط حكم العسكر»؟ أم أختار من اتهم تظاهراتنا بأنها تهدف للوقيعة بين الجيش والشعب؟ هل أختار من سحل أهالى الشهداء وضربهم فى مسرح البالون؟ أم أختار من سكت على إهانتهم ورمى المتعاطفين معهم بكل أنواع التهم؟.
هل أختار من سحل شهداءنا فى الشوارع وألقاهم فى الزبالة وقت أحداث محمد محمود؟ أم أختار من قال عن الشهداء والمصابين وإخوانهم المتظاهرين إنهم مخربون ومتآمرون؟ هل أختار من عرى بناتنا واعتقل إخوتنا ونكل بشبابنا؟ أم أختار من اتهم بناتنا المنتفضات من أجل شرف أختهن بأنهن ممولات من الخارج وعميلات؟ هل أختار من أباد إخواننا فى ماسبيرو؟ أم أختار من مهد وساعد فى إبادتهم؟ هل أختار من يحاكمنا بالمحاكمات العسكرية؟ أم أختار من نادينا بإسقاط المحاكمات العسكرية عنه ولما ذاق طعم الحرية ترك إخوانه يتجرعون من ذات الكأس؟ هل أختار من أرجعنا عقودا بتجديد العمل بقانون الطوارئ؟ أم أختار من دافعنا عنه عندما حوكم بذات القانون وغض الطرف عن محاكمتنا به؟ هل أختار من يريد أن يدير مصر من غرفته المظلمة فى وزارة الدفاع؟ أم أختار من يريد أن يدير مصر من غرفته المظلمة فى مكتب الإرشاد؟.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف
دي مقارنة دي!
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد برهامى سلفى معتدل
انا كنت فى حيرة بين شفيق و مرسى.. و لكن الان.. لم اعد فى حيرة بعد التفكير.شفيق لية
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام محمود
احزنتنى و حيرتنى ....بس يضيع ربع الثورة ل4 سنين بدل ما تضيع مصر العمر كلة
و عندك انت اسباب تتعدى مائة سبب
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الشرقية مهندس مدنى سابق الاحداث
اسمع و فكر قبل الحيرة اللى الشعب فيها .... راى قيل من زمان ...
عدد الردود 0
بواسطة:
وائل شفيق
مصر في حاجة إلى اتفاق سياسي لتقاسم السلطة بين المجلس العسكري وقوى الثورة ..
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
الى رقم 2 احلف بالله انت سلفى مسلم
الى رقم 2 احلف بالله انت سلفى مسلم
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
لم تعد في مقلة العين دموع
نحن لسنا منهزمون
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر بسرعة
انت حليتها
عدد الردود 0
بواسطة:
انس فتحى
الى المحتارين
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad hamdy
يسقط حكم الاخوان والسلفيين