فاروق شوشة: عبد الحافظ حلمى كان يمتلك مسيرتين "إنسانية علمية"

الخميس، 03 مايو 2012 12:20 ص
فاروق شوشة: عبد الحافظ حلمى كان يمتلك مسيرتين "إنسانية علمية" الدكتور عبد الحافظ حلمى
كتب عمر المليجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الشاعر فاروق شوشة، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، إن الراحل الدكتور عبد الحافظ حلمى، يمتلك مسيرتين إحداهما إنسانية وأخرى علمية، فكانتا سيرة عالم جليل، وإنسان رائع جميل تذكرنا بسير علمائنا من السلف الصالح، الذين سمعنا بهم، ولكننا لم نرهم ولم نعايشهم، فجاء عبد الحافظ حلمى ليجعلنا نراهم فى شخصه، ونسمعهم فى لغته وعلمه وحكمته، يؤلف بالعربية ويترجم إليها ومنها، حتى كللت مسيرته بالجائزة التقديرية لجامعة عين شمس فى العلوم الأساسية عام 1997، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الأساسية عام 2001.

وأوضح "شوشة" خلال حفل تأبين الدكتور الراحل عبد الحافظ حلمى، بمجمع اللغة العربية، أن الفقيد كان منشغلا حتى اليوم الأخير الذى سبق انتقاله إلى المستشفى بأعمال "المعجم الكبير"، وقد كان من أبرز أعضاء لجنته، وأعمال لجنة إحياء التراث، ولجنة تحديث المعجم الوسيط التى فقدت برحيله مقرر لجنتها العلمية، وكم أفادت من تعقيباته ونظراته اللغوية الثاقبة، فضلًا عن تخصصه العلمى الواسع، ولجنة المعجم الموضوعى المصور للطفل، مؤكدا أنه كان يتميز بخلقه السمح الرضى، وبالتواضع الجم، وبعلمه الموسوعى، وبتعمقه النادر فى تخصصه، واتساع آفاقه المعرفية لقضايا التعريب واللغة والعقيدة والإيمان.

وأشار شوشه إلى أن الراحل قال فى سيرته التى كتبها بقلمه، فى الكلمة التى ألقاها عند استقباله فى المجمع عام 1992 قائلاً: "ولد عبد الحافظ حلمى محمد فى أسيوط، فى إبريل سنة 1926، لأب موسوعى الثقافة من رجال التربية والقانون والكفاح الوطنى، أمضى دراسته الأولية والابتدائية فى عدد من مدارس محافظتى أسيوط والقاهرة، وأتم دراسته الثانوية فى مدرسة التوفيقية الثانوية بالقاهرة عام 1942، وفى أثنائها فاز فى مسابقة الأدب العربى على مستوى المملكة - آنذاك - فأغراه هذا التفوق بمتابعة دراسته للغة العربية فى الجامعة، لكنه خضع لضغوط ناصحيه فاتجه إلى الدراسات العلمية، وحصل على بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف الأولى عام 1946 من جامعة فؤاد الأول، ثم على دكتوراه الفلسفة فى العلوم من جامعة لندن عام 1952".

أضاف "شوشة" أننا لا نندهش إذا رأينا هذا الباحث الشاب يختار رسالة الدكتوراه الخاص به فى مدرسة الصحة وطب المناطق الاستوائية فى جامعة لندن فى "دراسة طفيليات الدم فى الطيور المصرية"، وشجعه فى هذا البحث أستاذاه العالمان الكبيران البروفسور سورت مكتشف الدورة الكبدية لطفيلى الملاريا والبروفسور جارم، بعد أن وجدا فيه طالبا نابغة مدققا محققا باحثا من الطراز الأول، وكان طبيعيًّا أن يصبح بعد عودته إلى مصر، وتدرجه فى العمل الأكاديمى بكلية العلوم فى جامعة عين شمس أول أستاذ لكرسى علم الحيوانات الأولية عند إنشائه عام 1966، وأن يتتلمذ على يديه أجيال من الطلاب والخريجين فى الجامعات المصرية والعربية، يتابعون أبحاثه العلمية، واحتل بعضهم مناصب قيادية مرموقة فى هذه الجامعات، بفضل أستاذهم الرائد ودراسته الرائدة التى كان هو أول من قام بها من بين خريجى كليات العلوم فى مصر، وكرر "عبد الحافظ" اندهاشى مرة أخرى فى ظل امتلاكه لأكثر من ستين بحثا منشورا فى دوريات علمية متخصصة فى مصر والكويت وأمريكا وإنجلترا وألمانيا.

وأكد أن الخط العام لمنهج "عبد الحافظ حلمى" هو الدراسات التصنيفية للحيوانات الأولية، التى اعتبرها فرض كفاية عليه فى مصر والتى ارتكزت على بحوث مجهرية مورفولوجية بالغة الدقة لتلك الكائنات مع دراسات تجريبية فى بعض الأحيان، ثم بدراسة ناقدة متعمقة لما نشر عنها، مشيرا إلى أن الفقيد ألف وترجم وراجع أربعة عشر كتابا فى مجال الثقافة العلمية، من بينها كتابه عن "الوراثة"، و"طرائف من عالم الحيوان"، بالإضافة إلى عدد كبير من الدراسات والبحوث المنشورة باللغة العربية بين عامى 1960، 2005 .
وقال إن "عبد الحافظ" شغل العديد من المناصب التى استحوذت على جزء كبير من طاقته وجهده منها: رئيس الجمعية المصرية لعلوم الحيوان، ورئيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم، والعميد الأسبق لكلية العلوم فى جامعة عين شمس، ونائب رئيس مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية فى تركيا، ونائب رئيس المجمع العلمى المصرى، وعضو الجمعية البريطانية لتاريخ العلم ومعهد البيولوجيا فى لندن، وعضو المجلس الاستشارى لمكتب تنسيق التعريب بالرباط ممثلًا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ عام 2002، وعضو جمعية المشتغلين بعلم الحيوانات الأولية فى نيويورك، وعضو الجمعية المصرية لتاريخ العلوم فى مصر، وعضو الهيئة المؤسسة لمجلة العلوم التى تصدرها مؤسسة الكويت للتقدم العلمى منذ صدورها عام 1976 حتى الآن، بالإضافة إلى جهده الطويل البارز فى تطوير الدراسة والبحث العلمى فى قسم علوم الحيوان بكلية العلوم فى جامعة عين شمس، وعضوية نحو أربعين هيئة وجمعية ثقافية وعلمية وتراثية.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

علي عبدالحافظ حلمي

رحم الله والدي الكريم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة