لا تصدقهم..
لا تصدق هؤلاء البكائين، الغاضبين فى الإعلام، أو فى مجلس الشعب، أو فى الأحزاب السياسية، أو فى الحكومة، أو فى المجلس العسكرى..
لا تصدق تعازيهم لأسر شهداء وضحايا أحداث العباسية، حتى وإن ظهرت على صفحات كاملة، أو من خلف دموع ورؤوس «طأطؤوها» لاستكمال منظومة الحزن..
لا تصدق دقائق حدادهم التى يقفونها على أرواح الشهداء، لأن شفاههم التى تتحرك لا تقرأ الفاتحة على أرواح الضحايا، بل تحسب عدد ماكسبوا أو ماحصدوا من خلف دمائهم..
إياك أن تصدق أن الدماء التى سالت فى العباسية ومن قبلها فى التحرير أو السويس أو محمد محمود أو مجلس الوزراء، تهزهم هزا، أو تدفع القشعريرة للسير فى عروقهم، كما يحدث معك حينما ينتفض شعر رأسك واقفا، خوفا وجزعا على الشباب الذين تذهب أرواحهم هدرا..
إياك أن تؤمن بتصريحاتهم التى تتحدث عن سرعة التحقيق للوصول إلى الجانى أو معرفة من هو الطرف الثالث، إياك أن تنخدع ببكاء السادة نواب البرلمان حول المصابين وعلاجهم، أو حزم الكتاتنى وبياناته الغاضبة، ولجان تقصى الحقائق التى يطلقها فى كل مكان وكأنه سيأتى بالديب من ديله، فلا يعود لنا لا بالديب ولا حتى بذيله.. فقط يعود لنا بحسرة قوية على حال البرلمان الذى كنا نظنه حصادا لأول ثمار الثورة..
لا تنخدع باعتذارات المجلس العسكرى، وجمله المقررة والمحفوظة فى بداية كل مؤتمر يعقب كارثة، لأن طعم الاعتذار يصبح «ماسخا» حينما يتكرر نفس الخطأ بدون رغبة حقيقة فى إعادة الحق أو القصاص للضعفاء والضحايا..
ولا تصدق أبدا أن كل من خرجوا إلى العباسية خرجوا لوجه الله تعالى، أو لوجه الوطن ومستقبله المشرق، لا تصدق هؤلاء الذين خرجوا لنصرة الشيخ حازم الذى لم يفلح حتى الآن فى نفى فعل الكذب عن نفسه، لا تصدق أمثال هؤلاء الذين خرجوا لمكاسب شخصية، أو بتحريض رجل مهووس بنفسه، لأنهم دائما مايشعلون المعارك ثم يهرولون نحو الصفوف الخلفية لمشاهدة النار، وتدفئة مصالحهم بشعلتها..
لا تصدق السادة فى المجلس العسكرى، ولا البرلمان، ولا الحكومة، ولا الأحزاب السياسية.. والدليل أن تعود بذاكرتك إلى حيث الأحداث التالية..
- الشهداء الذين سقطوا يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 فى ميدان التحرير والسويس والإسكندرية .
- حوالى 50 شهيدا ومئات الجرحى سقطوا فى موقعة الجمل 2 فبراير 2011.
- العشرات سقطوا دهسا ما بين قتلى وجرحى فى أحداث ماسبيرو .
- شهداء محمد محمود.
- شهداء معارك مجلس الوزراء ومحمد محمود الثانية.
- 70 شابا وطفلا سالت دماؤهم فى مدرجات استاد بورسعيد من ألتراس أهلاوى،
هل تذكر كيف أدمعت عيونك، وانتفضت عروقك، وصرخت طالبا بالثأر عقب كل حادث من هذه الحوادث؟، هل تذكر كيف اعتذر المجلس العسكرى ووعد بالقصاص وملاحقة المتهمين؟، هل تذكر كيف نددت الأحزاب السياسية واستنكرت وقاطعت ثم عادت مرة أخرى إلى سيرتها الأولى مع مواعيد الحصاد الشخصى فى الانتخابات واللقاءات مع المجلس العسكرى؟، هل تذكر العزاءات والسواد الذى كان يكسو الصحف وشاشات التليفزيون، ثم يتبعه بعد أيام ضحك وكليبات واحتفالات؟، هل تذكر كل الوعود الحكومية حول الكشف عن الطرف الثالث؟
هل تذكر كل هذه الأكاذيب.. وهل أنت «طيب» إلى هذه الدرجة التى تدفعك لأن تعود إلى سيرتك الأولى، وتستند إلى ركن حسن النوايا وتصدقهم من جديد؟.. اسأل نفسك ياصديقى وستجد الإجابة لدى ضميرك.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري حر
العسكر كااااذبون
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
كراهيتك للتيار الاسلامي هي المنطلق لكل كتاباتك
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة الابشيهي
خير الكلام ما قل ودل
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف الاسواني
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
ســغيد متولـى
مـش عارف بعـد إنتهــاء الإنتخابات و تسـليم رئيس مقاليد الجكـم هتعملـوا إيه
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
ما هو الاعتصام السلمى؟وهل مطلوب ان نغلق جميع ميادين مصر؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
متابعك ياصديقى ولكن ماذا اقول بعد نفاذ الصبر-لم يعد لدى الا قاموس الشتائم واعصابى الثائره
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
هشـــــــام النـــــــــادى
كنت
عدد الردود 0
بواسطة:
متولي سعيد
إلى رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
لازم الجيـش يراعـى المتظاهرين