أصبح حازم أبوإسماعيل ظاهرة أو حالة يجب أن ندرسها، حالة متباينة ومناقضة تماماً لثورة 25 يناير وما أفرزته، ومناقضة تماماً للتدين وللثقافة المصرية، حالة تنتمى بامتياز إلى عصر مبارك وزمانه.. تميز عصر مبارك بالشخصنة التامة لكل شىء وكل المعانى والقيم النبيلة، تم شخصنة الدولة باسم مبارك، فنسب إليه كل شىء، وحملت كل الإنجازات اسمه، بلغ الأمر حد اختزال حرب أكتوبر 1973، فى الضربة الجوية، مع تجاهل تام لدور الأسلحة والعمليات الأخرى، مثل إزالة الساتر الترابى وتدمير النقاط الحصينة بخط بارليف، وتم اختزال الضربة الجوية فى اسم مبارك، أى أنها فى النهاية لم تنسب إلى القوات والدفاع الجوى، ولم يذكر أسماء الطيارين الذين استشهدوا، فقط ذكر اسم القائد الذى عاش وحصد كل شىء تقريباً قرابة أربعة عقود.
واختزلت قضية مستقبل مصر فى عنوان اسمه جمال مبارك، أما مؤسسات الدولة وهيئاتها فقد اختزل كل منها فى اسم رئيسها الذى ربض عليها سنوات وسنوات، حتى القوانين والتشريعات تمت شخصنتها، فكانت تصدر لصالح اسم أو مجموعة أسماء، ولنتذكر قانون الاحتكار ودور أحمد عز ومصالحه.
ثورة 25 يناير قامت لإسقاط الشخصنة والقضاء عليها فى إدارة الدولة ومؤسساتها، وإذا بنا نفاجأ بهذه الحالة، ما قبل 25 يناير، تعود ثانية مجدة وبصورة أعنف وأشد ضراوة باسم حازم أبوإسماعيل، وشعاراتها: حازم لازم.. حازمون.. حازميون، وهكذا، فإذا اصطدمت هذه الظاهرة بالقانون فليسقط القانون، وإذا كذبتها الوثائق، تكون الوثائق مدسوسة، وإذا كانت مغايرة للقواعد التى ارتضاها حازم وأتباعه، فلتهدم الوقائع، نفس ما كان يحدث ويتم من أجل حسنى مبارك ومن أجل جمال مبارك، فى حالة مبارك الأب والنجل كنا بإزاء سلطة مستبدة وحاكم غاشم، وفى حالة حازم، نحن أمام طغيان من نوع آخر واستبداد كهنوتى.
على المستوى الإسلامى، لم يعرف أهل السنة فكرة الاستشهاد من أجل الإمام، غائباً أو حاضراً، ولم يقم أهل السنة يوماً يجاهدون أو يقاتلون من أجل شخص، أياً كان وزنه، كانوا يخرجون من أجل قضية وقاعدة عامة، ولم يتم تلبيس القضايا العامة بأسماء شخوص أبداً، لم نعرف يوماً حزباً أو جماعة باسم أبوبكر الصديق ولا عمر بن الخطاب، بل إن بعض المستشرقين حين أطلقوا على الإسلام اسم الديانة المحمدية، وأطلقوا على المسلمين اسم المحمديين، رفضنا التسمية، رغم الإجلال والحب للنبى محمد، صلى الله عليه وسلم.
ظاهرة الشخصنة وربط القضية العامة باسم شخص، تنتمى إلى الفكر الشيعى، فهناك العلويون نسبة إلى على كرم الله وجهه، وهناك الحسينيات نسبة إلى سيد الشهداء الحسين بن على، وإخواننا الشيعة حملوا أسماء أئمتهم، بعد استشهاد كل منهم، على بن أبى طالب قتل ظلماً وبات شهيداً، وكذلك الحسين بن على وغيرهما، وغيرهما، أنصار حازم أبوإسماعيل يستدعون حالة غير إسلامية سينة، وحتى بالمعيار الشيعى لم يلتزموا بقواعد الإمامة، لم نعرف حازم مجاهداً.. بطلاً ولا هو استشهد، هو ينام قرير العين فى بيته، ويترك أبناءه يستشهدون من أجل منصب سياسى يحلم أو حلم به.
نحن إزاء ظاهرة وحالة تعود بنا إلى عصر مبارك، عصر ما قبل ثورة 25 يناير، لذا لم يكن غريباً أن يقول أحد أنصار حازم لمن يشكون من أن حازم ورجاله يعوقون المرور فى الشارع ويؤذون مصالح المواطنين، أن مبارك كان يعطل المرور، وإن مبارك رئيس وحازم رئيس.
ولم يكن غريباً أن تظهر جماعة أولاد مبارك، أو «أبناء مبارك»، وقلنا يومها أن هؤلاء من الفلول أو متعلقون بالفلول، لكننا اليوم، وللغرابة أمام جماعة أولاد حازم.. أبناء حازم.. حازمون.. ولك الله يا مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زايد رضوان
حال مصر الآن يذكرنى بالفيلم الكوميدى " إنه عالم مجنون مجنون مجنون "
عدد الردود 0
بواسطة:
hesham
الضربة الجوية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود خالد
الله يرحمك ياشكوكو
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصح كاره للتصرفات المريبة والدعوات المريبة
لقد أصبح الناس يهزؤون بالإسلام نفسه بسبب حازم وعباده من دون الله
لعنة الله على من يصدون عن سبيل الله
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سالم
لا حازم ولا يحزنون
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
مقال ر ائع
مقال جميل و لكن أين أولاد البنا يا أستاذ حلمى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
أولاد مبارك وأولاد حازم
عدد الردود 0
بواسطة:
درة الاسلام
هى عداوة واخلاص
عدد الردود 0
بواسطة:
zagalo
كلام سليم
نام ساعتين تصحي فايق .................