سعيد الشحات

غضب بلا معنى

الأحد، 06 مايو 2012 09:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت موقعة العباسية أمس الأول هى الأبرز فى مسار الثورة المصرية التى لم تكسب تعاطفا شعبيا رغم كل الدماء التى سالت فيها.

حبس المصريون أنفسهم وهم يتلقون رسائل التهديد باقتحام وزارة الدفاع، فتهديد مثل هذا يعنى أننا مقبلون على فوضى عارمة، كما أنه يعنى الدخول فى المنطقة الحرام، فوزارة الدفاع هى رمز الجيش المصرى بوطنيته العريقة، وشهداؤه هم شهداء الشعب المصرى بكل أطيافه.

كانت مظاهرات العباسية والتحرير يوم الجمعة بلا معنى وبلا هدف يمكن الدفاع عنه حتى لو لم يقف خلفه غالبية المصريين، وكانت كاشفة لمن يطلقون الشعارات بعد فوات أوانها، وكاشفة للأوزان الحقيقة لمن أطلقوا صيحات الحشد وتباروا فى إطلاق الشعارات وكأننا مقبلون على غزوة فتح ضد الأعداء.

توقع الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين لرئاسة الجمهورية فى حواره مع الإعلامى وائل الإبراشى، مشاركة 6 ملايين فى مليونية الجمعة، وقال إن الشعب المصرى انتظر ثلاثين عاما للثورة على مبارك ونظامه، ولن يحتاج إلى ثلاثة أيام للثورة على المجلس العسكرى، وتناسى الدكتور مرسى أن مسار جماعته تجاهل كل اللحظات الثورية الماضية التى كان الناس فيها بمقدورهم أن يلبوا النداء، اللحظة التى كان يصدق فيها الناس أن هناك من يغلب المصلحة الوطنية الجامعة على المصلحة الضيقة للجماعة.

لم تتفجر ثورة 25 يناير بفضل الملثمين وأصحاب الرايات السوداء، ولم تقم على هتافات: «خيبر خيبر يا مشير»، لم تتفجر الثورة بفضل صيحات أطلقها محمد الظواهرى وصحبته، وإنما تفجرت بفضل الشعب المصرى الذى انسابت حناجره مرددة: «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».

موقعة العباسية ليست كما يرى البعض أنها شبيهة بموقعة الجمل، فالأولى كانت الرايات السوداء هى علامتها، والثانية كانت رايات التضحية والفداء لنجاح الثورة هى عنوانها.
نعم.. كانت المرحلة الانتقالية نموذجا فى التخبط، لكن ليس المجلس العسكرى وحده هو المسؤول، وإنما قوى الإسلام السياسى تتحمل معه المسؤولية منذ أن عبأت الناس لتمرير التعديلات الدستورية، ولما اكتشفت كارثة ما تحتوى عليه هذه التعديلات تثور عليها، لكنها تنسى أن الشعب لا ينسى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة