خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": حزب النور

الإثنين، 07 مايو 2012 07:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا أستطيع أن أخفى إعجابى بحزب النور، خلال هذه الأسابيع القليلة على الأقل، فمرة أخرى يبرهن هذا المولود السياسى الجديد على قدرة كبيرة فى فهم الواقع السياسى، وعلى استقلالية فى الأداء البرلمانى والحزبى، وعلى روح مصرية تبتغى مصلحة هذا البلد، حتى وإن تباينت بنا الغايات، وتنوعت بنا السبل ، واختلفت بيننا الأفكار.

فالحزب لم يدخل تحت عباءة الإخوان فى ممارساته البرلمانية، واتخذ موقفا مستقلا فيما يتعلق بقضية سحب الثقة من الحكومة، وظهر أحد أكبر رموزه، عضو الهيئة العليا ووكيل مجلس الشعب أشرف ثابت فى صحبة الدكتور الجنزورى فى زيارته للإسكندرية، وأعلن الرجل أنه لا يوجد خلاف مع رئيس الوزراء، وأكد أن الحزب ليس لديه مشكلة فى إصدار إعلان دستورى مكمّل قبل انتخابات الرئاسة، وبذل عدد من نواب الحزب جهودا كبيرة للتوفيق بين القوى الإسلامية والقوى الليبرالية فى البرلمان، حول مسألة الجمعية التأسيسية، وكان لنواب الحزب دور كبير أيضا فى اللقاءات التى عقدها ممثلو صندوق النقد الدولى فى مصر، والتقى قادة فى الحزب الدكتور عبد الشكور شعلان الذى زار مصر ضمن بعثة صندوق النقد، وأظهرت هذه القيادات الحزبية قناعة لافتة للانتباه بالمنطق الذى يحرك الحكومة المصرية نحو الحصول على قرض الصندوق.

كان «حزب النور» كذلك من أشجع ممثلى الإسلام السياسى، الذين اتخذوا موقفا إيجابيا فى أزمة حازم أبوإسماعيل، وخرج نادر بكار، هذا السياسى الشاب المتحدث باسم الحزب ليقول «لو علمنا أن الحق معه لأيدناه».. فى إشارة مهمة لا تخلو من دلالات من أن الحزب ليس على قناعة بموقف الشيخ حازم.

ثم كان موقف الحزب من الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح إيجابيا، رغم أن أبوالفتوح لم يدخل إلى سباق المزايدات الدينية التى لعب بها بعض مرشحى الرئاسة الذين تسابقوا على مغازلة الجمهور بخطاب دينى شامل، سعيا إلى دعم القوى السلفية، ومجلس شورى العلماء، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ورغم العواطف التى ترتبط بهذا النوع من التصريحات الكبيرة فى الشأن الدينى، توجه دعم حزب النور إلى الدكتور أبو الفتوح الذى لم يدخل فى هذا السباق من قريب أو من بعيد فى برنامجه السياسى والانتخابى.

هذا الأداء المتزن لحزب النور، يحمل بشارة مهمة لتطور العقل السياسى لأحد أهم الأحزاب السياسية الإسلامية فى البرلمان، وهذا العقل، فى تقديرى، قد يشكل جسرا كبيرا فى المصالحة بين الكثير من الأفكار المتخاصمة بين الإسلاميين والليبراليين فى مصر.
هذه شهادتى..

ومصر، طبعا، من وراء القصد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة