على درويش

الحياة الحقيقية

الثلاثاء، 08 مايو 2012 09:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أنت حى؟.. وهل الحياة هى القدرة على التنفس والحركة، وعلى الكلام وربما القدرة على الشجار والقتال؟ أو هى شىء آخر يختلف عن الحركات البدنيه المادية؟!. وسؤال آخر أين تقع المشاعر السامية والأفكار الطيبة المثمرة للخير؟ وأين تقع الأفكار الإيجابية الخصبة بالخير؟ وهل الفكر المادى الصرف هو مصدر السعادة؟ وهل هو الحياه الحقيقية؟.
إن الرد المنطقى على كل هذه التساؤلات، هو الرد الذى جاء فى القرآن الكريم وفى السنة العطرة النورانية. كلاهما يدعو الإنسان أن يستجيب إيجابياً مع دعوة الإسلام، وهى الدعوة التى تحييه من الموت المعنوى. إن الحياة الحقيقية هى فى تأمل الوجود الذى يحيط بنا، ثم الوصول بالفكر المنطقى إلى «قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد». فعند الوصول إلى هذه الحقيقة النورانية، تدخل السكينة إلى القلب، وتهدأ الحركة العصبية المغلفة بالخوف والشك، وذلك لأن الإنسان قد فتح قلبه لنور الحق، وأصبح القلب مسجداً تقام فيه الصلاة، وتزوره الملائكة وبذلك يتطهر القلب من الذنوب والمعاصى، وبذلك يختلف عن المؤمنين بالفكر المادى «ما كان للمشركين أن يعمرواً مساجد الله». لأن فى الحقيقة «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين».
ما أبهى وأنور الإيمان فى الصدور، إنه مصدر اليقين «قل أغير الله اتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم....» إنه الإدراك الأكمل والأسمى، لأنه يحرر البصيرة ويجليها، فيرى العبد المؤمن بشفافية المشهد الكامل للكون، وأسباب الخلق ودور الإنسان فيه، وعلاقة الإنسان بكل ما فى الكون، والأهم علاقته بربه وسلوكه بعد أن سجد لبارئه «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».
الإيمان بالخالق أى بالله سبحانه وتعالى هو مزيج من الطاعة والحب. ويسترشد العبد فى طاعته للملك القوى العزيز الأوحد سبحانه وتعالى بالإنسان الكامل، والنبى الخاتم سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذى قال له الله سبحانه «فإنك بأعيننا». وهى آيه تكشف درجة القرب والرضى والحب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال ربنا العلى العليم لخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، «والله يعصمك من الناس»، وياله من تكريم أنه يكشف حجم العناية والرعاية الربانية له، إن الذات المقدسة بذاتها تحميه وتدافع عنه. وأكد الرحمن الرحيم رضاه عن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن رسالته الخاتمة «والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهوالحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم». والعبد الذى يسير على النهج المحمدى بكل إخلاص وحب قد سار فى طريق الفلاح ونال القرب والحب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة