د. عاطف عبد الرشيد

الرصاصة فى جيب إبراهيم عيسى.. وفى فمه

الثلاثاء، 08 مايو 2012 09:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأستاذ إبراهيم عيسى، صحفى وكاتب ورئيس تحرير "شاطر جدًا"، وهو أيضًا مقدم برامج تلفزيونية متميزة جدًا، البعض يعتبره مناضلًا وبطلًا إعلاميًا، وأنه "فلتة إعلامية".. والبعض – على النقيض- يرى أنه ضال مضل، وأنه كارهًا للسنة وعلمائها وأهلها، وأنه يطعن فى السنة وفى الصحابة،، ويعتبرونه مروجا للشيعة وعميلًا لها، وأن هوايته المفضلة هى التشكيك فى الثوابت، وأنه نظام "خالف تعرف".

الأستاذ إبراهيم عيسى، منوفى، مولود فى قويسنا عام 1965، تربى فى مدرسة روز اليوسف منذ أن كان طالبا فى كلية الإعلام، وتولّىٰ رئاسة تحرير صحيفة الدستور، ويتولى الآن رئاسة تحرير "التحرير" اليومية، وهو من الصحفيين النابهين، والكتاب المعارضين المميزين.

الأستاذ إبراهيم عيسى، صاحب برامج تليفزيونية متميزة، منها: «الفهرس»، و«على القهوة»، و«نحن هنا» وشارك فى برنامج «بلدنا بالمصرى»، و"صالون إبراهيم عيسى"، و"فى الميدان" و"حاجة تفطر"، ويقدم الآن برنامج "السادة المرشحون" على قناة المهندس ساويرس"أون تى فى".

وخصوم الأستاذ إبراهيم عيسى يتهمونه بأنه "ساويرسى" ويرددون أنه من أعداء "الوهابية"، وأنه كاره للإخوان والسلفيين، ويحقد عليهم، ويجرحهم بشتى الطرق المتاحة له.. وأنه يردد كلام الشيعة، ويشكك فى السنة، ويطعن فى الصحابة، ويسىء لدولة الخلافة الإسلامية الأولى، وينبش فى الروايات المتهالكة، ويهلل لما فيها من طعن، ويفرح فرحا كبيرًا إذا تخيل أنه أثبت أن هذا الصحابى كذب، أو سرق، أو خان، أو زنى، رغم علمه بأن سب الصحابة أو تجريحهم أو الطعن فيهم أو الحط من شأنهم مُحَّرم بنص الكتاب والسنة.

وقد يكون الرجل مظلومًا، وقد يكون ظالمًا، وقد يكون هما معًا.

ولقد شاهدت برنامجه "السادة المرشحون"، وتساءلت عن البصمة التى وضعها فى لوجو البرنامج! هل هى رمز لأن رئيس مصر القادم سيكون صاحب بصمة فى تاريخها، أم أنه "بصمجى"، وتأكد لى أن هدف البرنامج هو السخرية من الرئيس القادم، وبث الشك فى الجميع خاصة الإسلاميين، وقد أكون مخطئًا فى ظنى!

وشاهدته وقد أحضر سبورة وعمل حسابات مصاريف المرشحين بطريقة سطحية وخاطئة ليقول للمشاهد إن المرشحين ممولون، وخص منهم حازم أبو إسماعيل، وقد أكون مخطئًا فى ظنى! وشاهدته وقد أحضر عدة خياطة (مقص وخيط ومازورة وباترون) ليتكلم عن تفصيل القوانين، ويسخر من مجلس الشعب وقانون العزل، وتساءلت: هل يرحب بعمر سليمان وبالفلول نكاية فى السلفيين والإخوان؟ وقد أكون مخطئًا فى تساؤلى! وشاهدته وقد أحضر إطار سيارة (عجلة استبن) ليسخر من الدكتور محمد مرسى، ويهيج المصريين ضده بلا منطق ولا ذوق، وقد أكون مخطئًا فى ظنى! وشاهدته وهو يتكلم عن فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبى" وعن أفلام معركة السادس من أكتوبر، فأخرج من "جيوبه" عشرات "الرصاصات"، وقال إن مصر فيها كثيرون يستحقون هذه الرصاصات! ولو فعلتها أنا – فى قناتى الدينية - لقال عنى هو وزملاؤه إننى أدعو للإرهاب والعنف واستخدام السلاح! وقد أكون مخطئًا فى فهمى!

وخلاصة القول أن الأستاذ إبراهيم عيسى صاحب أسلوب ناقد ولاذع وساخر مميز، ولسانه رشاش، وكلماته "رصاص"، وهو يروى ويحكى ويحلل بطريقة سينمائية ودرامية وتمثيلية وتعبيرية عالية الجودة، ولا يتفوق عليه الآن فى هذا المضمار سوى الدكتور باسم يوسف الأكثر إبداعًا، والدكتور "توفيق عكاشة" الأكثر تميزًا.

وليسمح لى أخى فى "الكار" الأستاذ إبراهيم عيسى بأن أوجه له نصيحة قلبية مخلصة، ليستثمر مكانته وقدراته بشكل يرضى الله، فإن قبل فجزاه الله خيرًا، وأقترح عليه أن يستثمر قدراته ومنابره فى البناء والتوعية والتثقيف وحل المشكلات الحقيقية، وأقول له:
- احضِر مقشة وجاروفا ومساحة، وعبوات صابون سائل وديتول، ومكنسة، وقل لنا كيف يتعاون الرئيس القادم معنا فى تطهير البلاد من التلوث البيئى بكل أشكاله، ومن التلوث الخلقى والفساد واللصوص والمرتشين والكذابين والمنافقين.

- احضِر ميكروفون وكاميرا وصحيفة صفرا ودستة أقلام "رصاص" وحبر وجاف، وكلمنا عن إصلاح الإعلام فى عهد الرئيس القادم، وكلمنا عن أخلاق الإعلاميين المنحطة، وكيف سينشئ لهم مصحات خاصة.

- احضِر لنا تكتكا، وكلمنا عن إصلاح الطرق، واحترام آداب المرور، وكيف سيصنع رئيسنا تكتكنا بأيدينا!

- احضِر لنا ميزانا وكلمنا عن العدل المأمول، وماذا سيفعل رئيسنا القادم فى آلاف القضايا "المتلتلة" فى المحاكم.

ـ احضِر جوالين بانجو وطربتين حشيش وكرتونة حبوب هلوسة وشيشة (وممكن جوزة) وقل لنا كيف سيقضى الرئيس القادم على المخدرات؟ وكيف سيعالج المدمنين؟

- أحضِر شاشا وقطنا وسماعة وجهاز ضغط وسرنجات، وكلمنا عن إصلاح المنظومة الصحية من زاويتى الوقاية والعلاج.

- احضر أر بى جى وقنبلتين وزيًا عسكريًا وكلمنا عن الجهاد والروح القتالية، وكيف سنصنع سلاحنا بأنفسنا فى عهد الرئيس القادم.

- احضر ورقة وقلم ومراية وكلمنا عن دور الرئيس القادم فى إصلاح التعليم، وفى محو الأمية، وقل لمصر: عيب تكونى بلد جاهلة، لا تقرأ ولا تكتب ولا تفهم!

- احضِر مصحفًا وكرتونة كتب وجهاز كمبيوتر، وكلمنا عن القراءة، وكيف نتحول مع الرئيس القادم لمجتمع قارئ.

- احضِر طوبة وشيكارة أسمنت و"مسطرين" وكلمنا عن البناء المنشود فى عهد الرئيس القادم، وكيف نتعاون معه فى حل مشاكل العشوائيات، وكيف نبنى مصر الجميلة.

- احضِر مجموعة تروس ومثلث ومسطرة وبرجل ومنقلة، وأخبرنا كيف يضع الرئيس القادم وبطانتة خطة تنمية وتصنيع وإصلاح بشكل علمى وصادق.

- أحضِر فأسًا ومقطفًا (لا مؤاخذة) وجوال تقاوى وجوال أسمدة ومبيدات، وكلمنا عن استصلاح وتعمير صحارى مصر، وتحويل لون سيناء الرملى إلى اللون الأخضر.

- أحضِر مشنتين سمك، وكلمنا عن خطة الرئيس القادم لاستثمار الثروة السمكية فى مصر، وكيف نغتنى من استثمار مياهنا الإقليمية الشاسعة.

- ولو أمكن! هات بقرة وجاموسة وكام بطة (مع حفظ حقوق أخونا د توفيق عكاشة) وكلمنا عن الاكتفاء الذاتى فى الثروة الحيوانية.

- احضِر لنا "كفن" وكلمنا عن الموت، والاستعداد له، وقل لنفسك ولى ولرئيس مصر القادم ولكل إعلامى وسياسى ولكل الشعب: إنكم ميتون، فخافوا الله، وكونوا بنائين ولا تكونوا هداااامين.

وأقسم بالله - يا أخ إبراهيم - أنا لك ناصح أمين.. فأنت أكبر من أن تكون ترسًا فى ماكينة ساويرس الإعلامية المحاربة لكل الرموز الإسلامية.. وبهذه الطريقة الفجة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة