هل يجب أن نصدق مرشحى الرئاسة؟ وهل يصوت الناس لبرامج أم لأشكال؟ وما علاقة الراحة النفسية فى قبول أو رفض مرشح؟السياسة غير الخطابة، ولو كان الأصلح هو الأقدر على الكلام، لكان تجار الكلام هم الأصلح للرئاسة.
السياسة لعبة معقدة لا تلتزم بقوانين واحدة، وتتحمل المناورة والكذب وتسمية الأشياء بغير مسمياتها، والصعوبة أننا فى مرحلة انتقالية، وليس لنا سوابق فى الاختيار الحر، ولهذا تزداد الحيرة وتلعب العواطف لعبتها، ويجد المواطن نفسه فى مواجهة حالة من الكلام، لم يختبرها، كل مرشح يعد بإنهاء كل المشكلات فورا بنظرية أعطنى السلطة أعطك التقدم، التجربة تثبت أن الكلام غير الفعل، ويعلم الذين اختاروا أعضاء البرلمان أن الكلام وحده لا يكفى، الأمر يحتاج تجربة، وقد يصل للرئاسة الشخص الخطأ.
فى زمن الانتخابات يتنازل المرشحون، ويصبح الكل متواضعا وطيبا وودودا «يبوس» الناخبين، ويحتضن المواطنين، حتى لو كان من داخله يحتقر من يسأله ويفتش فى أركان حياته، طبيعى أن من يقدم نفسه لأى منصب عام بالانتخاب أن يقبل كل الأسئلة وأن يعلم أن ملفه المالى والصحى وأسراره العائلية وتعاملاته مع من حوله ستكون مطروحة للنميمة قبل النقاش.
وخلال أسابيع قليلة اكتشفنا تناقضات المرشحين واختلافاتهم، بعضهم يقول الشىء وعكسه مثلا فى العباسية، ذهب بعض المرشحين ليعلنوا تأييدهم للاعتصام، ولما وقعت الواقعة، تنصلوا وتراجعوا وقالوا إنهم كانوا ضده، فى السياسة توقع هذا كثيرا، وهناك نكتة عن رجل سأل آخر: الثعلب بيبيض ولا بيولد؟ فرد: الثعلب مكار توقع منه كل شىء، هكذا السياسة، حيث الكذب يسمى إعادة نظر، والتلاعب مناورة.
بالطبع هناك خداع فى السياسة عندنا وعند غيرنا، لكن فى الدول المستقرة التى اعتادت تداول السلطة، يعتبرون التصويت الخاطئ من أسس الديمقراطية، لكن هذه الدول تقوم على المؤسسات، والرئيس جزء مهم من المؤسسة، لكن الدولة لا تقوم عليه، ففى أمريكا تخلص المواطنون من نيكسون بعد ووترجيت، واختاروا جورج بوش الابن مع أنه كان ضعيفا فى الدراسة ومتأخرا، فاز لفترتين، وفى فرنسا فاز الرئيس هولاند بـ%51، وأصبح ممثلا للـ%100.
صعوبة المهمة عندنا أننا نختار لأول مرة وبعد سنوات كانت السياسة فيها مؤممة، وسوف نتحمل نتائج اختياراتنا، قد تختار مرشحا تتفق مع أجزاء منه، وتستبعد مرشحا تختلف مع أجزاء منه، وحتى لو قاطعت فسوف تتحمل النتيجة، لا يمكننا أن نختار رئيسا نجربه، ولو طلع سيئا نرجعه ونبحث عن غيره.
الخلاصة أننا لا نختار بين ملائكة وشياطين، ولكن بين بشر فيهم العيوب والميزات والتناقضات، والأهم هو أن نسعى ليكون لدينا مؤسسات وقوانين تحكم الكل، ساعتها لن يكون الفرق كبيرا، الخطأ أن نظل نختار فردا، بينما نسعى لإنهاء حكم الفرد، لأن الخداع وارد، والتجريب يكلفنا سنوات إضافية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد فاهم
من أجل مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو يوسف
تصحيح
جورج بوش الأبن لم يأتي بعد نيكسون وبينهما زمن بعيد